شهور عديدة عاشتها عدد من الأسر بمدينة العريش في قلق وغضب بسبب قيام شخص مجهول بمعاكسة البنات والسيدات عبر الهاتف المحمول واسماعهن كلمات تخدش الحياء العام وخارجة عن الذوق والأدب.. إلا ان تمكنت ربة منزل من الايقاع به.. و نسي انه عجوز تعدي الستين عاما. الحكاية منذ أشهر عديدة مضت كانت تجلس زوجة شابة وسط أسرتها فجأة دق جرس هاتفها المحمول ليقطع حاجز الصمت ونظرت في الرقم ووجدته غير مسجل بهاتفها وردت عليه وسأل عن اسم سيدة فقالت له ان الرقم خطأ وأغلقت الهاتف بعدها بدقائق عاود الاتصال من رقم آخر وتحدث إلي الزوجة الشابة وكأنه يعرفها من سنين فأغلقت الهاتف في وجهه ثم أخبرت زوجها عما حدث فقال لها ربما يكون الرجل اخطأ بالفعل ولا تضخمي الأمور. بعد عدة أيام عاد نفس الرقم ليغازل هاتف السيدة فردت عليه بكل أدب وقالت له ماذا تريد فتحدث اليها حديثا خارجا عن النص لتغلق في وجهه الهاتف وقالت لزوجها مرة أخري. فكر الزوج ماذا يفعل هل يذهب إلي قسم الشرطة لتحرير محضر لصاحب الرقم واستشار والد زوجته فقال له من المؤكد ان هذه الخطوط غير مسجلة وستضيع وقتا ولن تفعل شيئا.. فكر في حل آخر. ظل الزوج طيلة الليل يفكر كيف يوقع بهذا الشخص ويعرف من هو وفكر كثيرا هل هذا الشخص يعرف الأسرة أم ان الرقم جاء معه بالمصادفة وظلت الأفكار تتصارع في ذهنه حتي الصباح. أشار عليه زميله في العمل وقال انصب له فخا فقال كيف قال سلط عليه امرأة لتوقعه وتعرف من هو. بالفعل تبلورت الفكرة في ذهن الزوج وعرضها علي والد زوجته فقال له بحماس نفذها فعرضها علي زوجته وطلب منها ان تجاريه في الحديث وفعلا عند أول دقة جرس للتليفون قامت الزوجة بالرد عليه وهي وسط أسرتها وهم صامتون لتجاريه في الحديث. تصمت خجلا أحيانا وتتحدث أحيانا أخري وزوجها يطلب منها بالاشارة الاستمرار وظلت علي هذا الحال عدة أشهر والمسافات تقترب بين هذا الشخص والزوجة إلا ان وقع في خطأ دفع ثمنه كثيرا بعد أن اطمأن اليها فقد طلب ان يلتقيها. رفضت في بادئ الأمر ثم بعد موافقة زوجها قالت له سألتقيك ولكن في مكان منزو وبعيدا عن العين فطلب ان يلتقيها في شاليه يمتلكه فرفضت وحددت مكان اللقاء بعد صلاة العشاء علي طريق المزارع المتاخم لظهر مدينة العريش. عاود الرجل قبل اللقاء بدقائق الاتصال بها للتأكيد علي حضورها فقالت له سأحضر ولكن اللقاء لن يستمر دقائق. قام الزوج وأخوه ووالد زوجته بنصب كمين لهذا الشخص وانتظرت الزوجة الشابة في مكان اللقاء وهم يتخفون عن الأعين وسط زراعات الزيتون المجاورة للطريق وجاء الرجل بسيارته وما ان نزل منها حتي أحاط الجميع وفوجئوا به رجلا قارب الستين يرتدي الملابس الثمينة ويبدو عليه علامات الثراء ولقنوه علقة ساخنة ثم طلبوا منه أن يعرفوا من هو ومن أي عائلة وبالضغط عليه كشف لهم عن اسمه واسم عائلته وأخذ يقسم انه لم يحدث هذه المرأة وانه هنا بالمصادفة فوقع الجميع في حيرة من أمرهم. قامت أسرة الزوجة بالاتصال بأحد القضاة العرفيين والذي حضر علي الفور إلي مكان الواقعة وقص كل منهم قصته أسرة الزوجة تؤكد انه منذ شهور وهو يغازل ابنتهم وهو يقسم بأغلظ الايمان انه لم يتصل بأحد ولا يعرفهم وانه رجل كبير فكيف يقوم بالاتصال بسيدة في عمر ابنته. فكر القاضي كيف يحل المشكلة والرجل يبدو عليه الصدق ففكر ان يجعله يقسم علي المصحف ثم تراجع عن الفكرة لانه لو هو فعلا سوف يقسم وفجأة طلب من الرجل هاتفه المحمول فقال له ليس معي هاتف محمول فطلب الهاتف المحمول الخاص بالزوجة فأعطاه الزوج للقاضي فطلب منه ان يرن علي الهاتف الذي حدد موعدا لزوجته فدق الرجل علي رقم الهاتف الذي يعاكس زوجته واذا بصوت المحمول في جيب الرجل العجوز يرن والأدهي من ذلك ان به نغمة لأحد المطربين الشباب فتبين كذب الرجل وانه فعلا هو الذي يقوم بمعاكسة الزوجة. قامت أسرة الزوجة بالاتصال بعمه وشيخ عائلته فقالا لهم افعلوا فيه ما بدا لكم لأنه رجل غير سوي. قام أهل الزوجة باحتجاز سيارته والتحفظ علي هاتفه المحمول وايداعهما عند احد كبار العائلات وتحديد موعد جلسة عرفية للرجل ليحاكم فيها بما قدمه من اساءات للزوجة وللعديد من سيدات المدينة علي تصابيه ونسيان انه رجل عجوز اقتربت قدمه من حافة القبر.