تطالعنا الصحف والحياة اليومية كل يوم وكل ساعة بحادثة أو واقعة. نعجب منها وتمر مرور الكرام أو تكون حديث المجتمع من فواجع أو كوارث إنسانية ولو تدارسنا هذه الأحداث ستجد أنها تدور حول غياب المايسترو المنظم لحياتنا ألا وهو الضمير. وبداية نعرف ما هو الضمير. الكلمة المكونة من خمسة حروف لكنها محور هذا الكون وانتظامه. الضمير هو الإحساس بالله والدين والقيم والأخلاق. الضمير هو الخوف من الخطأ والرذيلة وظلم الغير. الضمير هو الإحساس بالراحة النفسية وعدم التجني علي الغير أو الافتراء أو تحقيق مكاسب غير حقك. الضمير هو الرضاء والحب والصفاء. الضمير هو اتقان العمل وحب العمل إجمالاً. الضمير هو الشرف والرقي. تصور أيها القارئ لو أنعدمت كل هذه المعاني الجميلة كيف تكون الحياة. وهكذا هي حياتنا الآن لان الضمير أنعدم فأصبح كل شيء مباحاً خاصة أن الضمير يؤلم إذا وجد ضرراً يحاسب صاحبه ويؤرق مضجعه وتعالي نستعرض معاً بعض مواقف من الحياة اليومية نعيشها أو نسمع عنها وهناك أمثلة كثيرة تؤكد مدي غياب وانعدام الضمير عند الكثيرين من المسئولين في جميع المواقع فمثلاً تجد: * من يتقدم لعمل أو منصب والقائمون علي الاختيار يقومون باختيار الأقل مستوي للوساطة أو المجاملة. أين الضمير والمثل العليا وليعرفوا ماذا يخلفون في نفوس الشباب الذي سيقلدهم انعدام الضمير وباء معدي سريع الانتشار يا سادة؟ * أخطاء بعض الأطباء وإهمالهم سببها الرئيسي انعدام الضمير. لو أن هذا الطبيب أو الممرضة المهملة لديها ضمير حتي تعرف حدودها الفنية ولا تتعداها ما حدثت المشاكل التي تلوث الثوب الأبيض للطب وتكلف المواطن البسيط حياته. * وكذلك إذا راعي الإعلامي ضميره وليس المصلحة أو المكسب الشخصي له بغض النظر من تداعيات ذلك علي الرأي العام وسأل ضميره قبل أية كتابة لأنصلحت أحوال عديدة وظهرت حقائق بأمانة وضمير القلم. * من يأخذ حق غيره سواء بالرشوة أو السطوة أو النفوذ أو الإرهاب. لو عامل ضميره لتغير الوضع وعرف أن الله يراقبه في صورة ضميره. * من يملك سلطة أو مصالح الناس في يده لو عامل ضميره في التعامل مع مشاكلهم وقضاياهم لأنصلح الأمر وأطمأن كل إنسان إلي أن من يحميه ويحمي حقوقه يضع ضميره فوق أي اعتبار. ما أجمل هذا الإحساس.