فجرت تحقيقات المستشار "عادل عمارة" محامي عام شرق الاسكندرية مفاجآت في بداية التحقيقات عن واقعة اقتحام واحراق مقر مباحث امن الدولة بالاسكندرية والتعرض لضباط الجهاز بالضرب المبرح. تبين عدم وجود وفيات حتي الآن بين المتظاهرين الذين اقتحموا المبني كما ادعي البعض واصابة مدني واحد برصاصة في صدره ويدعي عصام عصمت "مصور حر". كان المستشار "عادل عمارة" قد قام علي رأس فريق من النيابة العامة بمعاينة مقر مباحث أمن الدولة الذي تعرض للنهب والسرقة واحراق اجزاء منه.. وقام ايضاً بمعاينة "4" سيارات للشرطة تم حرقها بالكامل بعضها يتبع لقطاع الأمن المركزي.. كما انتقل فريق من النيابة إلي مستشفي الشرطة وتم سؤال "19" ضابطاً سمحت حالتهم الصحية بالادلاء بأقوالهم. وأكد بعضهم انهم قد فوجئوا بمحاصرة مقر الجهاز من قبل اعداد من المتظاهرين في أعقاب صلاة العصر أخذ في التزايد ليصبح بالآلاف ردد بعضهم الشعارات الدينية.. وأنهم حاولوا تفريق المتظاهرين للخروج بصورة سلمية إلا أنهم رفضوا خروجهم وحاصروهم حتي الساعات الاولي من الصباح بعد ان اقتحموا مقر المبني واستولوا علي اوراق ومستندات وأثاث وغيره وانهم صعدوا إلي الدور الثاني من المبني بعد اقتحامه في الوقت الذي حمل فيه بعض العناصر المندسة وسط المتظاهرين الشوم والعصي والمواسير الألومنيوم والاسلحة البيضاء. اضاف الضابط أنهم لا يعلمون من منهم اصيب أو تمكن من الهرب من الحشود المحاصرة للجهاز نظراً لخروجهم فرداً.. فرداً.. وان بعضهم قد تم استضافته في المنازل المحيطة بالمقر من قبل الاهالي لحمايتهم والبعض الآخر قام الاهالي بنقلهم إلي المستشفي بسياراتهم الخاصة أو بمعرفة القوات المسلحة التي حضرت في ساعة متأخرة. قامت النيابة العامة بطلب الاستعلام من مستشفي القوات المسلحة عن وجود مصابين من مباحث امن الدولة بالمستشفي من عدمه وايضاً من المستشفي الالماني الذي نقل إليه أحد الضباط.. والاستعلام ايضاً عن حالة الضباط وعددهم المتواجدون بالعناية المركزة بمستشفي الشرطة ولا يمكن استجوابهم. وتحول مستشفي الشرطة إلي خلية نحل بعد وصول "23 ضابطاً من الجهاز من مختلف الرتب وعلي رأسهم رئيس الجهاز بالثغر اللواء "عصام فؤاد" مصابين باصابات مختلفة بخلاف باقي الضباط الذين تم نقلهم إلي مستشفي القوات المسلحة حيث يبلغ عدد الضباط المصابين ما يقرب من "60" ضابطاً. طرقات مستشفي الشرطة اكتظت بأسر الضباط والمواطنين الذين سارعوا للتبرع بدمائهم ومساعدة اسر الضباط. سادت حالة من البكاء والصراخات المأساوية بين النساء وصيحات غضب من الرجال عن أساليب الحماية والتعامل مع واقعة اقتحام الجهاز التي شارك فيها عدد كبير من البلطجية بالسنج والاسلحة البيضاء.. في الوقت الذي اكتفت مديرية أمن الاسكندرية بدور المتابع عن بعد في اعقاب تخلي ضباط وجنود الامن المركزي عن اسلحتهم وسياراتهم ودروعهم للمتظاهرين وسارعوا للهروب من موقع تأمينهم للجهاز. علمت "المساء" أن هناك حالة بالعناية المركزة وهو المقدم "محمود الكاتب" والذي اصيب بكسور بقاع الجمجمة نتيجة لتعرضه للضرب بالشوم علي رأسه بخلاف الضباط الذين اصيبوا بكسور متفرقة وارتجاج بالمخ وقطع بالأوتار وايضاً كسور مضاعفة وسيخضعون لعمليات عاجلة خلال ساعات. وضعت القوات المسلحة تعزيزات بالشوارع المؤدية إلي جهاز أمن الدولة بشارع فؤاد لتأمين المتحف الملاصق للمبني الذي احترق اجزاء منه حتي الآن ولم يحترق بالكامل وايضاً المساكن المجاورة له. الحديث يسود الشارع السكندري حول عملية حشد المتظاهرين منذ صلاة الجمعة بمسجد القائد ابراهيم من خلال سيارات محملة بمكبرات الصوت دارت بشوارع الاسكندرية حي منطقة الجمرك ورأس التين تطالب بالتظاهر أمام مقر مباحث امن الدولة حتي يتم تدميره أوالغؤه.. وتعد هذه هي المحاولة الرابعة منذ حدوث الثورة.