«البلياتشو» سر جديد في جريمة الإسكندرية

كتب هانى النحاس ورمضان أحمد والإسكندرية: إلهام رفعت وعلى بدر ومحمد فرج وسعد حسين وهانى دعبس كفر الشيخ: محمد الأسيوطى
في محاولة لتسريع وتيرة التحقيقات وكشف ملابسات جريمة الإسكندرية كلف المستشار د.عبدالمجيد محمود النائب العام كبير الأطباء الشرعيين ومن يرافقه من الاطباء والفنيين المختصين بالانتقال لمكان الحادث بكنيسة القديسين بشارع خليل حمادة لإجراء المعاينات اللازمة لجميع أركان المكان لبيان مصدر ومركز الانفجار وآثاره علي الكنيسة والعقارات المجاورة والمتوفين والمصابين في ضوء نتائج التشريح وتقارير الكشوف الطبية وبيان آثار الانفجار علي السيارات التي كانت متواجدة بمكان الحادث لتحديد تصور لكيفية حدوث الانفجار بعداً ومستوي واتجاها بالنسبة للأماكن والاشخاص والسيارات.
كما قرر النائب العام تكليف خبراء الادلة الجنائية بالاطلاع علي تقارير الصفة التشريحية للمتوفين في الحادث وتقارير الكشوف الطبية للمصابين ومناظرة الاشلاء والاجزاء الآدمية المعثور عليها وكذلك مناظرة الاجسام المستخرجة من المتوفين والمصابين واعداد تقرير مفصل وعرضه علي النيابة.
كان المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام قد عقد اجتماعا موسعا استمر 4 ساعات مساء أمس الاول ورؤساء ووكلاء النيابة الذين يتولون التحقيقات في حادث كنيسة القديسين بحضور المستشارين عادل السعيد رئيس المكتب الفني ياسر رفاعي المحامي العام الأول لنيابة استئناف الاسكندرية وعادل عمارة المحامي العام لنيابة شرق الإسكندرية.
واستعرض خلال الاجتماع التحقيقات ونتائج المعاينة وسؤال المصابين والشهود من أفراد الأمن وبعض الأهالي وتبين أنه لم يحدد أيا منهم كيفية حدوث الانفجار أو من قام به، وأطلع النائب العام علي تقارير الصفة التشريحية الصادرة من مصلحة الطب الشرعي ونتائج الكشوف الطبية الموقعة علي المصابين حيث تبين أن الاصابات أدت إلي كسور بالعظام وتهتكات بالانسجة ونزيف دموي بمختلف أجزاء الجسم وصدمة عصبية.
وقال المستشار عادل عمارة محامي عام نيابات شرق الإسكندرية أنه تبين من خلال المناقشات مع المحققين أن تحقيقات النيابة وحدها لم ترسخ عقيدة ثابتة تجاه شخص بعينه يمكن أن يكون المتهم فالشهود جاءت أقوالهم متضاربة ومتناقضة وكل واحد له رواية حسب خياله وتحليله الشخصي، والجريمة حدث ضخم لا يمكن أن تقيم وفق انطباعات وأهواء فردية.
ولفت محامي عام نيابات شرق الاسكندرية إلي أن هذا ما أكده النائب العام وأفراد فريق التحقيق، وفي غضون ذلك كثفت أجهزة البحث بالاسكندرية من تحركاتها في مطار برج العرب الجديد والقديم والنزهة بعد أن حامت شكوك حول شخص قادم علي متن طائرة أردنية تابعة لشركة «عاليا» الجمعة الماضية ويرتدي ملابس «بلياتشو».
كما يقوم رجال الأمن في المطارات بفحص جميع الركاب القادمين للاسكندرية والتعرف علي شخصياتهم ومحال اقامتهم بالمدينة تحسبا لارتكاب أي عملية إجرامية في قداس عيد الميلاد، فيما نفي مصدر مسئول بمطار برج العرب ل«روزاليوسف» ورود أي معلومات له عن هذا «البلياتشو» أو ضرورة تعقبه.
وحصلت «روزاليوسف» علي تفاصيل لقاء النائب العام بفريق التحقيق وعقد بمكتب النائب العام بالدور الثاني بمجمع محاكم الاسكندرية بالمنشية، والذي قام خلاله المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام الاول ورئيس الاستئناف بعرض أوراق التحقيق كاملة علي النائب العام وما تم انجازه من تحقيقات أولية حول واقعة العمل الارهابي أمام كنيسة القديسين.
وضمت أوراق التحقيقات 570 ورقة وهي أقوال 71 مصابا في الانفجار وكذا أقوال أصحاب السيارة التي حدثت بها تلفيات وتقرير الطب الشرعي وأقوال شهود العيان، وعقب عرض تلك الاوراق علي النائب العام قرر القيام بمعاينة تكميلية لمكان الحادث والمستشفيات التي يعالج بها المصابون علي أن يقوم بتلك المعاينة فريقان من الطب الشرعي والبحث الجنائي.
ومن جانبه أشار عادل عمارة المحامي العام لنيابة شرق الاسكندرية ان قرار النائب العامة بإجراء معاينة تكميلية جاء نتيجة وقوفه علي بعض الأدلة المهمة التي توصلت إليها النيابة العام والمباحث الجنائية بالاسكندرية من شأنها فك لغز العمل الارهابي والتوصل للجناة حيث تلاحظ من أوراق التحقيقات قيام رجال البحث الجنائي بتحريز عدد كبير من الادلة التي تم جمعها من موقع الحادث وهي: «رولمان بلي وصواميل وقطع حديدية وشظايا عظمية».
وورود تقرير الطب الشرعي الذي حدد اصابات المجني عليهم في الحادث فكانت المعاينة التكميلية والانتقال لموقع الحادث والمستشفيات التي يعالج فيها المصابون لمطابقة الاشياء التي تم جمعها من مسرح الجريمة مع الاصابات التي وردت في تقرير الطب الشرعي لعمل تصور عن كيفية حدوث تلك الاصابات فضلا عن عمل تصور لبداية تحركات الجناة منذ دخولهم مسرح الجريمة والتحركات التي قاموا بها أثناء وبعد وقوع الانفجار ومطابقة ذلك بما جاء بأقوال الشهود.
وأشار المحامي العام لنيابة شرق الاسكندرية إلي أن النائب العام شدد في لقائه معهم علي استعجال التقرير الثاني للمعمل الجنائي وتقرير «D.N.A» وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة للانتهاء من التحقيقات والإعلان عن الجناة.
وعقب الانتهاء من استعراض ملف التحقيقات طلب النائب العام من المحامي العام الاول لنيابة شرق الاسكندرية الاستماع لأقوال القائمين علي رعاية الكنيسة من كهنة وقساوسة ورهبان والعاملين بالمسجد والحرس المكلف بحراسة الكنيسة وقت وقوع الحادث، وأيضا لكثرة عدد الشهود ووقوع الجريمة في مسرح مفتوح.
وأوضح المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية المستشار ياسر رفاعي أن التحقيقات لم تتوصل بعد إلي أن الرأس الآدمي الذي عثر عليه بمكان الحادث هو لمرتكب الجريمة وأن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في الحادث.
في تواصل لسيطرة «فوبيا» السيارات المشتبه بها، أثارت سيارة ملاكي تركها رجل ملتحٍ في الشارع الملاصق لمبني أمن الدولة بمدينة كفر الشيخ حالة من الرعب والفزع بين الأهالي بعد أن استقل تاكسي وفر هاربًا وحاولت الحراسة علي مقر مباحث أمن الدولة استيقافه ولم تتمكن.
تم إبلاغ اللواء محمد عليان مدير أمن كفر الشيخ بالواقعة وانتقل خبراء المفرقعات وقوات الأمن وسيارات الإسعاف ورجال الحماية المدنية وتم فتح السيارة التي تحمل رقم 102372 ملاكي كفر الشيخ وتبين خلوها من أي مفرقعات وبالكشف عن هوية السيارة اتضح انها ملك محمد عبدالحي عبدالسلام من قرية إصلاح شالما.
كما تسبب تصاعد أدخنة من سيارة ماركة سيبرانزا أمام مبني كلية الحقوق بالإسكندرية وانطلاق أجراس الخطر في إثارة حالة من الفزع بين طلاب الكلية وتم استدعاء خبراء المفرقعات وتبين أن السيارة خاصة بأحد الطلبة تركها ودخل الكلية لاستخراج بعض الأوراق وتم التحفظ عليها بعد أن تبين أنها بلا تراخيص، وبعد ساعات من تسلم الأجهزة الأمنية لتقرير المعمل الجنائي لصورة تقريبية لأوصاف انتحاري كنيسة القديسين، قامت سلطات الأمن بمطار القاهرة بتشديد إجراءاتها الأمنية أكثر وأكثر بصالات السفر والوصول، وشدد مصدر أمني بالمطار أنه لن يسمح لأي متهم له صلة بالحادث بالهروب خارج البلاد.
وأكد المصدر ل«روزاليوسف» أن مطار القاهرة لا توجد به أي ثغرات أمنية تسمح بدخول أي من الإرهابيين مشددًا علي أنه تمت الاستعانة بوسائل أمنية متطورة تضاهي مثيلاتها في المطارات العالمية.