هاجمني كثيرون من أصدقائي علي الموقع الاجتماعي "فيس بوك" ووصفوني بأنني "ضد الثورة" وهم ذكروني بهذا الوصف بخطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي قال فيه من ليس معنا فهو ضدنا.. أي أنه لا يوجد في المسألة اللون الرمادي!! أما عن سبب اتهامي بمعاداة الثورة فهو لأنني أحاول تثبيت قاعدة مهمة وهي "لا للتعميم".. كما أنني أحاول رصد كافة الأحداث قبل وخلال وبعد ثورة 25 يناير بنظرة شاملة من جميع الزوايا وبحيادية وأنا في ذلك أضع نصب عيني تجربة "التاريخ المزيف" الذي تعلمناه في المدارس والذي كتبه مجموعة من المنتفعين ومجموعة أخري من الموتورين فأصبحت الصورة مشوشة أمامنا.. ولا نعلم من كان علي صواب ومن كان علي خطأ. الخيوط تشابكت في أحداث ثورة 25 يناير وكثر الحديث عن أجندات ومؤامرات وحديث عن شباب وطني حتي النخاع وشباب بلطجي. وأناس يأكلون الكنتاكي. وآخرون يقتسمون رغيف الخبز. وأهالي غاضبين. وإخوان مسلمين. وأحزاب. وانتهازيين. وشهداء وخائنين.. والسؤال: هل ساحة ميدان التحرير تتسع لكل هولاء في وقت واحد؟! الحقيقة أنه إذا كان تعريف السياسة هو "فن الممكن" فيجب أن نقتنع بأنه في مثل هذه الأحداث الكبيرة كل شيء وارد. المهم ألا ننظر من "خرم إبرة" ونعطي المجال لأنفسنا لكي يسمع كل منا للآخر دون توجيه اتهامات لأحد بالعمالة أو بالخيانة. شباب زي الورد ضحي بنفسه من أجل المطالبة بحرية وعدالة اجتماعية. وفي نفس اليوم سقط شباب آخر كانوا يتشاجرون مع بعضهم لاقتسام الغنيمة التي نهبوها من أحد المولات.. فهل هولاء يتساوون بأولئك؟! أخشي كل ما أخشاه أن توضع صور لمجرمين بجوار شهداء الثورة في النصب التذكاري.. فقط لمجرد أنهم قتلوا في أيام الثورة. شباب واع خرج يطالب بحقوق مشروعة وشباب آخر دافع عن الثورة بنزوله في اللجان الشعبية لحماية أرواح وممتلكات أهالي من كانوا في التحرير.. فهل تحسب إنجازات الثورة لمن تظاهر في التحرير فقط؟!.. وماذا نقول عن أناس لم يشاركوا في التحرير ولا في اللجان الشعبية ولكنهم كانوا في مواقع الإنتاج؟ وكما أن هناك رجال شرطة خائنين ضربوا إخوانهم المصريين بالرصاص الحي ثم تسببوا في فراغ أمني لترويع المواطنين. هناك أيضا رجال شرطة شرفاء ماتوا علي سلاحهم ودافعوا عن واجبهم الوطني حتي آخر قطرة دم. التعميم مرفوض.. والتخوين جريمة.. وأبسط قواعد الديمقراطية أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. الأيام القادمة ستكشف عن تفاصيل كثيرة ونحن في انتظار "ويكيليكس" ثورة 25 يناير.