حالة من القلق تسود شركات الإنتاج الدرامي.. وبعد. الكل يتساءل عن وضع الدراما المصرية في رمضان 2011 خاصة بعد المواقف المتناقضة المعلنة لعدد كبير من الفنانين أبطال هذه المسلسلات.. الحالة الأشد وضوحا هو مسلسل "سمارة" بطولة غادة عبدالرازق التي كانت تصريحاتها حول شباب ثورة 25 يناير هي الأكثر رفضا فالمسلسل برغم تصوير ما لا يقل عن "6 ساعات" منه إلا أن التصوير مازال في علم الغيب رغم اتفاق الشركة المنتجة مع قناة دبي علي عرضه في رمضان لكن هذا الاتفاق الذي تم قد يكون محل نقاش خلال الأيام القادمة إذا لم تتخذ غادة عبدالرازق من تلقاء نفسها موقفا إيجابيا بأنها كانت مخطئة في أقوالها وأن تقديراتها لم تكن صحيحة ومسألة الاعتماد علي شراء التليفزيون المصري للمسلسل وغيره من الأعمال أصبحت بعيدة تماما في ظل الظروف الساخنة داخل ماسبيرو والاتفاق بين أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورؤساء القطاعات الإنتاجية علي الاكتفاء بمسلسلات الإنتاج المباشر فقط بالإضافة لمسلسل "فرقة ناجي عطا الله" بطولة عادل إمام.. الاتجاه أيضا داخل ماسبيرو هو الاعتماد علي المصريين فقط سواء تمثيلا أو إخراجا في هذه المسلسلات ولهذا فقد اعتذر المخرج الأردني عباس أرناؤوطي عن إخراج مسلسل "أهل الهوي" قصة الكاتب محفوظ عبدالرحمن وخلال أيام يتحدد اسم المخرج وباقي طاقم العمل. من الفنانين الذين يواجهون أيضا نفس مشكلة غادة عبدالرازق الفنان الكوميدي طلعت زكريا والذي يعقد جلسات عمل مع السيناريست الشاب طارق بدوي استعدادا لمسلسله الشاويش عطية وقد كانت هناك حالة من الخصام بين طلعت وبين المؤلف بسبب الأقوال السلبية التي أطلقها طلعت زكريا علي شباب الميدان وقد فسر طلعت هذه التصريحات للسيناريست قائلا: إنه ذهب للميدان مرة وشاهد فعلا بعض الشباب الذي يدخن ويشرب فاعتقد أن الجميع هم هذا النموذج لكن أقر بأن النظام السابق له أخطاء كثيرة وهناك ظلم كبير. يقول الفنان طلعت زكريا: لست ضد التغيير للأفضل من أجل الشباب والناس الشقيانة لكن ضد إهانة الرئيس السابق لشخصه لأن له مواقف معي لا يمكن أن أنساها ولا أرفض أن ينتقدني الناس بسبب تصريحاتي في الأيام الأولي للثورة لكن ألفاظ الشباب علي المواقع والفيس بوك غير مقبولة ومن يفعل هذا منه لله!! هناك حل وسط عرضه منتج مسلسل "الشاويش عطية" وهو بالمناسبة أول تجربة إنتاج له واتفق معه في الرأي السيناريست طارق بدوي بأن يظهر طلعت زكريا في أحد البرامج الجماهيرية التي لها مصداقية عند الناس ليشرح موقفه أمام جمهوره وأنه لم يكن يقصد إطلاقا إهانة شباب ميدان التحرير.. هذه الفكرة قد تكون سبيلا لفتح مجالات لتسويق المسلسل علي الشاشات سواء داخل مصر أو خارجها. نتائج ثورة 25 يناير قد تؤدي بعض القنوات الخاصة لتقليل عدد المسلسلات التي تشتريها أو تشارك في إنتاجها بقناة الحياة قد تكتفي بمسلسلين أو ثلاثة علي الأكثر هذا العام بعد أن وصل عدد مسلسلاتها العام الماضي إلي ما لا يقل عن 10 مسلسلات.. السبب في هذا أن الإعلانات التي كانت الدخل الأساسي للقنوات قد تضاءلت جدا بإعلانات السيراميك والسمنة والشاي وغيرها التي كان يمتلكها رجال الأعمال أصبحت الآن في مهب الريح.