رحم الله شهداء ثورة 25 يناير من الشباب ورجال الشرطة.. فهم جميعاً من أبناء هذا الوطن. ويستحقون منا أن نسأل لهم الرحمة والمغفرة. وأن تخلد أسماؤهم دون مبالغة أو تجن. فمن بين هؤلاء الشهداء ضباط وجنود تعرضوا للقتل بدم بارد من مجهولين أثناء تأدية واجبهم.. ولكن للأسف هناك من يتجاهلهم ولا يذكرهم بخير ولا تحية.. ومنهم من قتل لأنه تمسك بأداء واجبه حتي آخر نفس. ولم يهرب مثلما فعل بعض الكبار. الشعب المصري كله.. دفع الثمن غالياً للدخول إلي عهد جديد. كنا نتطلع إليه منذ سنوات. إلا أن من سلطوا علينا من الحكومة الفاسدة والحزب الوطني ضربوا بتطلعات الشعب عرض الحائط. وصموا آذانهم عن صرخات البسطاء. وأنين الأغلبية المطحونة من هذا الشعب.. فكان لابد أن ينفجر من شدة التجاهل والاستهانة به. يكفينا هذا الثمن الغالي جداً من دم الشهداء. وتوقف شرايين الحياة. وكل أوجه النشاط الاقتصادي.. ولنتجه جميعاً صوب الإصلاح الشامل. والدخول إلي العهد الجديد بروح سامية لكل المصريين. وليس لفئة علي حساب فئة. حتي لا نقع في نفس أخطاء العهد الماضي.. ولننتبه إلي أن هناك شروخاً أفرزتها أحداث 25 يناير.. وتجد في نفسها صاحبة الحق دون غيرهم. في كل شيء. خلال هذه المرحلة لتحديد ملامح الغد.. رغم أن الصورة تقول إن هناك حالة ضبابية تحيط بهذا الغد.. بسبب التربص السياسي الذي بات سمة سائدة مما يهدد بضياع كل ما تحقق من إيجابيات ونتائج تاريخية. هذا "التربص".. إلي أين سيأخذنا؟ خاصة أن الصورة كشفت بأن بعض القوي لا تريد لهذا البلد خيراً ولا استقراراً. وإنما تريدها خراباً ودماراً وفرقة بين أبناء الشعب المصري الأبي.. ووضح أن البعض معجب جداً بالنظرية الأمريكية "الفوضي الخلاقة". ناسين أو متناسين أن المجتمع المصري له طبائعه الاجتماعية والأخلاقية. التي لا تتعامل مع هذه الفوضي.. رغم أن الشعب المصري محترف للثورات والانتفاضات وصولاً إلي أهدافه النبيلة وليس الخبيثة والمدمرة.. أهداف ننشد بها مستقبلاً أفضل.. وهذا ما يجب ألا يغيب عن عقولنا لحظة واحدة. حتي نعبر أزمتنا بسلام.