جاءت الي جريدة "المساء" في حالة يرثي لها.. تكاد عيناها تكون مغلقة من شدة حزنها وبكائها علي فقد ابنها محمد رفعت سعيد الذي اغتاله قناصة قسم شرطة الزاوية الحمراء في 28 يناير الماضي يوم "جمعة الغضب" دون ارتكابه أية ذنب. الأم أخذت تبكي وتطالب بإعدام وزير الداخلية السابق.. وتردد "حسبي الله ونعم الوكيل" ربنا ينتقم من الظلمة اللي حرقوا قلبي علي ابني.. وبعد أن استطعنا تهدئة روعها والتخفيف من بكائها المستمر عاودت الأم الثكلي نوال سيد عبدالغني والدة الشهيد محمد رفعت كلامها والدموع تنساب علي خدها حرقة وألماً مؤكدة أنه في يوم 28 يناير "يوم جمعة الغضب" خرج فلذة كبدها محمد الي الشارع مع أصحابه عندما سمع عن تعرض قسم شرطة الزاوية الحمراء للحريق.. ولم تمر سوي ساعات حتي جاء الخبر الحزين باصابته بطلق ناري من قناصة رجال قسم الشرطة. قالت أسرعت الي جميع المستشفيات للسؤال عنه فلم أجده حتي جاء زميله وأخبر بوفاته قبل وصوله للمستشفي حيث اخترق الطلق الناري أذنه اليسري ليستشهد في الحال. أضافت: نزل علي الخبر كالصاعقة واسودت الدنيا في وجهي فضلاً عن تدهور حالة زوجي الصحية والذي أصيب بضعف شديد في بصره لشدة حزنه علي ولدنا ولكننا رضينا بقضاء الله خاصة أن ابني شهيد. أضافت: مشكلتنا الآن أن "محمد" كان العائل الوحيد للأسرة المكونة من خمسة أفراد وكان يعمل ليل نهار في إحدي "الكافتريات" بالرغم أنه لم يتجاوز "19 عاماً" وبوفاته أصبحنا لا نجد قوت يومنا.. حيث شقيقه الآخر يعاني من اعاقة في ساقه. وقبل أن تغادر المكان عادت وطالبت بإعدام وزير الداخلية السابق وأن نارها لن تبرد إلا بسماع خبر اعدامه مؤكدة أنه السبب الرئيسي في مصرع ابنها و43 فرداً آخرين فضلاً عن إصابة 250 شخصاً من سكان الزاوية الحمراء.. كما ناشدت المسئولين بالتحقيق مع موظفي مكتب صحة الزاوية الحمراء الذين امتنعوا عن ذكر سبب الوفاة في أول الأمر ثم قاموا بذكرها بعد تجمهر الأهالي.