عاد الوفد إلي الحكم في 9 مايو 1936 علي أثر انتخابات سليمة أجراها علي ماهر باشا - وكانت وزارة محايدة - وأسفرت عن فوز ساحق للوفد.. وكانت هذه هي ثالث وزارة للنحاس باشا.. الأولي في سنة 1928 ولم تستمر إلا ثلاثة أشهر.. ثم أقاله الملك فؤاد بدعوي تصدع الائتلاف بعدها.. والمرة الثانية في عام 1930 واجبرت علي الاستقالة بعد 5 أشهر فقط.. كما ذكر حسن يوسف وكيل الديوان الملكي وكان سبب هذه الاستقالات أو الاقالات تمسك الوزارة بحقها في اصدار القرارات والقوانين ومباشرة التعيينات والقصر يصر علي انه يرأس السلطة التنفيذية وكل الأمور المتعلقة بها من اختصاصه. المهم عاد النحاس باشا إلي الحكم.. ولم يكن الملك فاروق قد تسلم العرش بعد.. حيث تولاه رسمياً في 29 يوليو سنة 1937 واستقالت الوزارة.. وكما قال الدكتور محمد حسين هيكل في مذكراته ان رئيس الوزارة هو وكيل عن صاحب العرش في ولاية السلطة التنفيذية.. ونظراً لان النحاس باشا هو صاحب الأغلبية فقد عهد إليه الملك بتشكيل الوزارة مرة أخري.. وكانت أول مشكلة هي اعتراض الملك علي أحد المرشحين لمنصب وزير.. وبدلاً من احتجاج النحاس باشا. قبل هذا الاعتراض وصدرت المراسم بدون اسم المعترض عليه من قبل الملك وحدثت عدة خلافات.. اقترح اثناءها النحاس باشا مع السفير البريطاني عزل الملك.. ولكن الحكومة البريطانية رفضت الاقتراح.. وبقي الملك علي عرشه.. وقرر إقالة النحاس وبالفعل أرسل له خطاب إقالة في 30 ديسمبر 1937 جاء فيه "نظراً لما اجتمع لدينا من الأدلة علي ان شعبنا لم يعد يؤيد طريقة الوزارة في الحكم وانه يأخذ عليها مجافاتها لروح الدستور وبعدها عن احترام الحريات العامة وحمايتها وتعذر ايجاد سبل لاستصلاح الأمور علي يد الوزارة التي ترأسونها لم يكن بد من اقالتها تمهيداً لاقامة حكم صالح يقوم علي تعرف رأي الأمة تستقر به السكينة والصفاء في البلاد". ومرة أخري قرر الملك إقالة النحاس باشا في أكتوبر 1944 بعد ان امضي في رئاسة الوزارة عامين بناء علي طلب الانجليز وجاء في خطاب الإقالة "لما كنت حريصاً علي ان تحكم بلادي وزارة ديمقراطية تعمل للوطن وتطبق أحكام الدستور نصاً وروحاً وتسوي بين المصريين جميعاً في الحقوق والواجبات وتقوم بتوفير الغذاء والكساء لطبقات الشعب فقد رأينا ان نقيلكم من منصبكم!! وهكذا كانت خطابات الاقالة عبارة عن نقد شديد لسياسة الوزارة وبعدها عن أماني الشعب ودعم تلبية احتياجاته!! ولكن بعد ثورة 23 يوليو وما بعدها لم تكن هناك خطابات إقالة.. كما لم تكن أيضاً هناك استقالات.. وبعد ثورة 25 يناير تم الاكتفاء بتقديم ثلاث استقالات من رؤساء الوزراء بعد الثورة.. أما الاقالة فلم تحدث!!