وسط تهليل "الله الله.. الله أكبر" وفي جو ودي سادته روح الأخوة والمحبة.. سيطرت خلاله علي الحضور السكينة والطمأنينة والسماحة.. وبعد عامين من الخصومة الثأرية.. تصالح عائلاتا "آل عوض" و"آل عامر" المنتميتان لأولاد الغنائم. "المساء" كانت شاهدة علي جلسة الصلح.. التي تمت وسط إجراءات أمنية مشددة.. وشهدت مراسم تقديم "آل عامر" الكفن إلي "آل عوض" وقبله والد القتيل وأشقاؤه. أكد أصحاب الدم أنهم قبلوا الصلح دون دية حقناً للدماء ولأن الصلح درجة من درجات العفو.. وهو خير أيضاً.. ولأن ابنهم قتل بالخطأ وليس عمداً. ترجع وقائع الخصومة الثأرية إلي شهر أكتوبر 2011 عندما نشبت معركة بالأسلحة النارية بشارع العزبة التجاري بالوراق محافظة الجيزة.. وتوفي خلالها بطريق الخطأ حسين حسن سيد "33 عاماً" بطلق ناري. يقول عصام برهام وكيل أول وزارة الشئون الاجتماعية بالقاهرة لقد حضرنا جلسة الصلح لتأكيد دور الشئون الاجتماعية في إنهاء الخصومة بين عائلة "آل عامر" و"آل عوض".. والتي عقدت بحضور كبار العائلات بالجيزة والصعيد والقاهرة حفاظاً علي دماء الشباب من العائلتين. يري عز الدين أحمد فرغلي رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بالقاهرة أن دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية هو الحفاظ علي استقرار المجتمع ولا يوجد استقرار بدون أمن ومن هنا ترعي الجمعيات الأهلية أي جهود صلح بين العائلات لانهاء الخصومة ومنع تجدد النزاع بين العائلات وسقوط ضحايا من الجانبين. يؤكد المقدم عمر السعودي رئيس مباحث قسم شرطة الوراق أن الشرطة قامت برعاية وتشجيع مساعي الصلح بين العائلتين وتم اختيار موعد ومكان جلسة الصلح بالتنسيق مع وزارة الداخلية.. وعقد الصلح برعاية اللواء عبدالموجود لطفي وبحضور العميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة واللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة واللواء محمود فاروق رئيس مباحث الجيزة. أضاف: بمجرد تسليم الكفن من سعد حهني عامر من عائلة "آل عامر" إلي حسني حسن سيد من عائلة "آل عوض" ضجت الجلسة وسرادق الصلح بالتهليل "الله أكبر.. الله أكبر". يقول سرور صباحي "رجل أعمال" أن درحة من درجات العفو وكان لابد من انهاء الخصومة التي استمرت عامين بسبب مشاجرة توفي فيها عن غير قصد أحد أفراد عائلة "آل عوض". يقول عبدالناصر محمد سيد "جزار" ونقيب جزارين وجه قبلي من عائلة "آل عوض" لقد قمنا علي مدار عامين بمحاولة اقناع عائلتي "آل عوض" و"آل عامر" بالصلح خاصة أن العائلتين تربطهما صلة قرابة.. وهم من أبناء الغنائم المقيمة بالوراق والتي تصل جذورها إلي مركز الغنائم بمحافظة أسيوط. أضاف انه عرض الصلح علي شقيق القتيل حسني حسن سيد "المحامي بالنقض" وبعد قبوله الصلح تم الاتفاق مع عائلة "آل عامر" ان يقدم أحد رجالهم الكفن لولي الدم من عائلة آل عوض وتمت مقابلة اللواء عبدالموجود لطفي مدير أمن الجيزة ورحب بجهود الصلح بين طرفي النزاع حفاظاً علي السلام الاجتماعي بين الأسرتين ليعيشوا معاً في سلام. قال نشكر عائلة "آل عوض" علي قبول الصلح وهي عائلة قادرة علي أخذ حقها بكل الطرق ولكنهم فضلوا العفو والسماح لوجه الله تعالي كما قال علي بن ابي طالب "أولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة".. ونشكر جريدة "المساء" علي حضورها جلسة الصلح. يقول الدرملي محمد سيد "جزار" أن الحاج المرحوم محمد سيد عطيفي أساس الصلح بين العائلات في الغنائم وأفراد عائلة الغنائم محكمين في 7 لجان فض منازعات وقد اتفقنا علي مباديء الصلح وتم تحرير محضر بحضور طرفي النزاع.. ونقول لأولياء الدم من عائلة آل عوض: جزاكم الله خيراً علي عتق رقبة وجعله الله في ميزان حسناتكم موضحاً انه علي مدار عامين بذلنا جهوداً كبيرة لاتمام الصلح بين العائلتين بمساعدة الجهات الأمنية علي رأسهم مدير أمن الجيزة واللواء سعيد شلبي رئيس قطاع شمال الجيزة. يؤكد محمود حسني حسن طالب بالصف الاعدادي من عائلة "آل عوض" قبولنا الكفن ليس ضعفاً بل حقناً للدماء والصلح خير وسلام وأمان للعائلتين خاصة أن المشاجرة التي قيدت برقم 4563 لسنة 2011 إداري قسم شرطة الوراق لم تكن فيها نية مبيتة لقتل حسين حسن سيد. وقد تم الاتفاق في لجنة الصلح علي ان يكون أبوزيد أحمد فرغلي "مزارع" هو المسئول عن تلقي أي شكوي من الطرف الثاني "آل عامر" في حالة حدوث أي تجاوز يقع من الطرف الأول وله الحق في دعوة أعضاء لجنة الصلح فيما قد يحدث أو توقيع أي غرامات يقرها أعضاء مجلس الصلح المذكورين بمحضر الصلح.. يقول حسني حسن سيد "محام" شقيق القتيل: نحن 7 أخوة وبعد مقتل "حسين" وافق ثلاثة علي الصلح ورفض الباقون الصلح وتركوا الوراق وذهبوا للإقامة بمركز الغنائم بمحافظة أسيوط ومع ذلك فقد أتفق كبار عائلة "آل عوض" علي الصلح خاصة ان شقيقي سقط وتوفي بدون قصد في مشاجرة كبيرة بين أفراد العائلتين. أضاف: كل التقدير للشرطة علي رعاية الصلح ولكن نطالب وزير الداخلية باعطاء تعليمات لأقسام الشرطة للمساهمة في جلسات الصلح بين العائلات حقناً للدماء مع عودة دور المشايخ وشيخ الحارة وكبار العائلات في قري ومراكز الجيزة لتقليل نسب المشاجرات واستخدام السلاح. قال¢ لو كان القتل عن قصد أو هناك شبهة نية مبيتة لرفضنا الصلح لان هناك حالات لا يصلح فيها جلسات الصلح ولابد من القصاص ولكن حادثة القتل نتجت عن خطأ غير مقصود ولن نحصل علي دية أو أي مقابل مالي من أبناء عائلة "عامر" لأننا قبلنا الصلح لوجه الله تعالي.