حملت التطورات الحالية في مصر العديد من المفاجآت كان البعد الالكتروني أو "التطور التقني" هو الحاسم والعامل المشترك في تفاعلها وولادتها. ففي الوقت الذي تمكن فيه المجتمع من تحقيق معدلات فائقة التطور تقنيا عربيا وعالميا. فإن هذا المجتمع كان يعاني من قيود شديدة علي حرية التعبير وغياب الشفافية. كما ساهم التطور التقني في حسم كثير من الاحداث والتطورات بشكل سريع لم يتوقعه المراقبون. فضلا عن اصحابه أو المشاركون فيه. فبعد ان كانت التحضيرات للتغيير والقيام بالثورات التقليدية يستغرق سنوات. بات مع هذا التطور التقني لايستغرق سوي ساعات. إذا كانت هناك حزمة من العوامل شكلت مادة مهمة للتغيير. مثل البطالة والفساد وزيادة الاسعار واشعال فتيلها شباب 25 يناير في مصر. كما حدث في الفضاء الافتراضي كان ملموسا ولم يعد افتراضيا. واعطي طاقة عالية لتغيير الواقع علي الارض. التساؤل الرئيسي هو.. هل سيستمر هذا التأثير الرقمي الايجابي الذي احدث التغيير في الوصول بالمجتمع المصري إلي ما نحن عليه الان بعد الثورة الرقمية؟. في الايام القليلة الماضية بعد انتفاضة 25 يناير. تكثفت نشاطات بعض المجموعات الالكترونية علي الانترنت. ومثلاً. اشتغلت مجموعة حملة اعادة اعمار مصر "مصر بلدي وبلدك" علي رفض استمرار الوضع الحالي في مصر. وقال مؤسس الجروب فادي صلاح الطالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة كل أعضاء الفيس بوك إلي اعادة اعمار وتصليح الخراب الذي لحق بمصر بعد انتفاضة التغيير. ويقول كما تجمعنا لنطالب بحقوقنا في المظاهرات ولندافع عن ممتلكاتنا وممتلكات بلادنا ضد كل من يهددها. يجب علينا الأن أن نواصل المسيرة لتعمير مصر من جديد بعد كل ما لحق بها من خراب. وطالب باستمرار اللجان الشعبية في ظل غياب الشرطة ولكن بشكل مختلف. فلم يعد علينا التجمع من أجل الدفاع عن البيوت والمنشآت العامة. بل اصبح علينا ان نعيد اعمار بلادنا بعد ما حل بها من خراب. وقد رفع فادي شعار "مصر بلدي وبلدك.. بعد الثورة.. بعد الانتفاضة.. بعد الغضب الشعبي.. شعرنا بمعني شعار يظهر المعدن الاصيل لشباب مصر في أوقات الشدة".. قال ان هذه الحملة ليست مع أو ضد المظاهرات التي تجري في البلد ولكن هدف الحملة الاساسي هو إعادة اعمار وتصليح الاضرار التي لحقت بميدان التحرير والاماكن المهمة بمصر. أضاف فادي قائلا: بغض النظر عن التوقعات والتساؤلات التي تسيطر علي الجميع إلا ان هناك حقيقة واحدة نراها جميعا ونعاصرها وهي أن الخراب الذي حل بمصر في الفترة الماضية ليس بأيدي شبابها. وقد وصل عدد المشتركين في الحملة إلي أكثر من 50 ألف عضو عبروا عن آرائهم كما عرض البعض مقترحاتهم. وتهدف الحملة إلي تقسيم الشباب انفسهم علي المناطق السكنية بالطريقة نفسها التي اتبعت في اللجان الشعبية الامنية بحيث يخصص كل شاب وشابة ساعتين علي الاقل يوميا للقيام بمهام مختلفة منها تنظيف مناطقهم السكنية من قمامة واحجار ومن المقرر ان تنتهي في 15 مايو المقبل. كما طالبت الحملة تحديد يوم محدد يجتمع فيه كل الاعضاء إلي ميدان التحرير لاعادة تنظيفه إلي صورة أجمل مما كان عليها قبل المظاهرات بجانب تجميع مبالغ رمزية لاعادة طلاء الارصفة. كما اطلق مجموعة من الشباب بمحافظة قنا حملة "استكتاب" مليونية تستهدف جمع أكثر من مليون توقيع لدعم الاستقرار في مصر من مختلف المحافظات. واتخذت تلك الحملة ميدان "الساعة" بوسط مدينة قنا نقطة انطلاق لها. ولقيت مبادرة هؤلاء الشباب "محبين لمصر بلدهم" ترحيباً كبيراً علي مستوي كافة القيادات التنفيذية والامنية والشعبية. كونها مبادرة تنبع من حب الوطن من شباب مصر وأبناء الصعيد دون أي توجه.. كما نظم عدد من طلاب جامعة قناةالسويسبالاسماعيلية مجموعات لنظافة الاحياء الذين انتشروا في الشوارع والميادين. حاملين لافتة كبيرة للجامعة تشير إلي تأكيد الشباب علي بناء البلد وإعادة تعميره بعد الخراب الذي حل به إثر مظاهرات 25 يناير من حرق اقسام الشرطة والاحياء وأماكن حيوية هامة بمدينة الاسماعيلية. قالت مصادر بجامعة القناة ان الطلاب منتشرون في معظم الاحياء ابتداء من اليوم وحتي الانتهاء من إعادة تعمير الاماكن التي تم احراقها داخل المدينة. وكانت الاسماعيلية قد شهدت دمار الكثير من المنشآت عشية الجمعة قبل الماضي وهو اليوم الرابع لاندلاع المظاهرات. ويعتبر أول أيام الانفلات بعد انسحاب قوات الامن من الشارع واختفائها بشكل مفاجئ. في إطار الظروف القاسية التي تشهدها مصرنا الغالية خلال الوقت الراهن تحديداً. وفي ظل الصراع والعراك الذي اندلع مؤخراً بين مؤيدي "مبارك". والاصوات المعارضة. وحرصا منا علي وحدة الصف وإنهاء الخلاف الذي اندلع مؤخراً وكان قطباه أبناء هذا الوطن. قامت مجموعة من الشباب "طارق الدمرداش. أحمد القاضي. محمد عبد اللطيف. محمد الجوهري" بإنشاء جروب علي الفيس بوك يحمل "في حب مصر". قال طارق الدمرداش: اننا نسعي من خلاله لتوحيد الصفوف ولم الشمل المصري علي كلمة واحدة. ولوقف نزيف الدماء والاستفادة من طاقات الشباب المهدرة في هذه المهاترات التي ربما قادت مصرنا الغالية إلي الهاوية. وهو الأمر الذي يتمناه الكثيرون من المرجفين في المدينة. ومن ثم راود عقولنا وداعب افكارنا انشاء هذا الجروب في محاولة منا لجمع الشمل وإيماناً منا بأن لكل إنسان وطناً يعيش فيه عدا نحن فلنا وطن يعيش فينا. إنها "مصر". وأن هناك شيئاً لاً يباع ولا يشتري لا يوهب ولا يستعار لم يبلغ إنسان من الغني ما جعله يسيطر عليه ولم يبلغ انسان من الفقر ما جعله يفقده ألا وهو حب الوطن "مصر". أضاف أحمد القاضي اننا نهيب بأبنائها المخلصين أن يتباروا في توجيه رسائل الحب والاخاء عبر هذا الجروب لعله يكون همزة الوصل التي تجمع شتات القلوب. وأن يديم الحب والوئام بين جموع الشعب المصري إعمالاً لقوله تعالي "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".