خيم الحزن والحسرة علي أصحاب المصانع المنكوبة بالمنطقة الصناعية بجمصة وقري زيان وحفير شهاب الدين ببلقاس لما أصابها من خراب بالأراضي الزراعية وانهيار المنازل.. الصراخ والعويل يملأ المنازل والمصانع المنكوبة. انتقلت "المساء" إلي مدينة جمصة وقري بلقاس لتشاركهم آلامهم. بعد تسوماني الذي اجتاح الدقهلية أول أمس. يقول محمد شكشوك "63 سنة": أنا مقيم في جمصة منذ 43 سنة ولم أر في حياتي مثل هذا الإعصار الذي ضرب جمصة بقوة رهيبة كما لو كانت قيام الساعة. أضاف: لقد تعرضت المطاعم لخسارة فادحة وحتي نتمكن من معالجة الأمور قمنا علي الفور بتشغيل مولدات كهربائية لأن الثلاجات بها لحوم وأسماك بآلاف الجنيهات وثلاجات أخري بها عصائر وآيس كريم. أما في المنطقة الصناعية بمدينة جمصة.. فيقول عبدالعال فرعون صاحب مضرب وثلاجة: إنها كارثة بكل المقاييس. حيث انهار جمالون مضرب الأرز وتكلفته لا تقل عن 500 ألف جنيه في دقائق. وطارت ملة الثلاجة ولم نعثر عليها. يقول المهندس عادل خطاب مدير شركة لمضارب الأرز وصوامع الغلال بالمنطقة الصناعية: إن جمالون المصنع بمساحة خمسائة متر وارتفاع 12 متراً سقط علي الأرض بسبب الرياح العاصفة خلال دقائق. يقول مجدي يونس محاسب بشركة للكتان: إن الاعصار كان انفجاراً مدوياً داخل المصنع. دمر الجمالون تماماً وسقط علي ماكينات الانتاج وقطع خط التيار الكهربائي وخط الحريق وانهارت الوصلات والسور. التقت "المساء" المهندس صلاح الدين رضوان -رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء شمال الدلتا- الذي أكد أن انقطاع التيار الكهربائي بسبب الإعصار أدي لفصل التغذية الرئيسية لمحطة محولات جمصة لانهيار أبراج الجهد العالي نتيجة العاصفة الهوائية الشديدة. ووزير الكهرباء يتابع لحة بلحة. مشيرا إلي أن شركة شمال الدلتا قامت بالدفع بعدد 5 ماكينات قدرة 5.2 ميجاوات لتأمين المستشفيات والمخابز والمطاحن وقسم الشرطة. أضاف: لا ننكر تعاون شركات كهرباء البحيرة والاسكندرية والقاهرة والدلتا التي بادرت بالمساعدات الفورية لتوفير الطاقة. وقد تم عمل خط ربط طوارئ في سرعة قياسية لنقل الطاقة من دمياط إلي جمصة بالجهد المتوسط وتأمين بعض المناطق بمداخل جمصة والمنطقة الصناعية وتأمين التغذية البديلة لمحطات الري للحفا علي الأراضي الزراعية. قال المهندس عبدالجواد خميس بشركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء: إننا في جمصة لإمداد المدينة بالمولدات الكهربائية وهي ثلاثة مولدات لأننا أكبر إدارة طوارئ في مصر. انتقلت "المساء" لقرية زيان والتقينا محمد يوسف الشال "70 سنة" فلاح.. حيث قال: لقد انهار الطابق الثاني العلوي لمنزلي علي أثاث الشقة . يقول رضا البيومي "31 سنة" من نفس القرية: 2300 فدان أرض مزروعة بالبطيخ دمرت تماماً و100 فدان طماطم. أضاف السيد فرحات "40 سنة": 10 أفدنة قمح أخذت كل ما أمالك طوال العام كانت مجهزة للدرس طارت مع الإعصار واختفت بتكلفة اجمالية 50 ألف جنيه. أما زوجته سهام السيد عبدالله "35 سنة" فتقول: لقد انهار العقار الذي نسكن فيه ..يقول جاسر أحمد عبدالخالق "30 سنة". ورضا رزق السقا "35 سنة". ومحمد سنمد عبدالله: لقد دمر الإعصار لنا 30 فداناً مزرعة بطيخ وطماطم وقمح وانهار المنزل الذي يؤوينا. قال المهندس محمود عرفة -رئيس مدينة جمصة-: لقد تم تشغيل 6 مولدات كهرباء بكافة أنحاء المدينة وجار تركيب 2 محطة بسعة 25 ميجاوات والثانية بسعة 10 ميجاوات لتغطية المدينة والقري المجاورة. أضاف المحاسب عبدالعزيز محمد عبدالعزيز -نائب رئيس مدينة جمصة- أن المدينة تقوم بسحب مياه السيول من الشوارع الرئيسية واستدعاء كافة العاملين ويتم حالياً إعادة تأهيل أعمدة الإنارة علي الطريق الدولي ومدخل المدينة وحل مشاكل المخابز والمطاحن. كما التقت "المساء" باللواء أركان حرب صلاح الدين المعداوي محاف الدقهلية الذي قطع اجازته الأسبوعية وعاد للدقهلية لمتابعة نتائج الإعصار المدمر وكان وسط الأسر المنكوبة بالقري ومدينة جمصة والمنطقة الصناعية.. حيث أكد أنه تم الدفع بالعناصر الفنية والإدارية وتشكيل لجنة مختصة علي أعلي مستوي من الكفاءات للتنسيق مع شركة كهرباء شمال الدلتا وشركة مياه الشرب لسرعة الخروج من الأزمة التي سببها الإعصار المدمر خلال ساعات بالتنسيق مع اللواء سامي الميهي مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية لتكثيف التواجد الأمني بالمناطق المنكوبة والمناطق التي انقطع عنها التيار الكهربائي ليشعر المواطن بالأمن والأمان أسفر الإعصار عن مصرع أحمد وجيه "45 سنة" بعد أن سقطت عليه إحدي الأشجار. وإصابة 4 أشخاص تطايرت عليهم قطع خشبية وحديدية من المصانع المنهارة. يذكر أن مدينتي جمصة وبلقاس والقري التابعة لهما تعيش في لام دامس.