محكمة النقض برئاسة المستشار حامد عبدالله قضت في جلستها يوم الأربعاء الماضي برفض طعن النيابة العامة علي الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة ببراءة 24 متهما في القضية المعروفة إعلاميا ب "موقعة الجمل" وبذلك أصبح هذا الحكم نهائيا باتا. هل تعلمون سبب رفض الطعن والتالي استحالة محاكمة المتهمين.. انه ببساطة يرجع إلي أن النيابة تقدمت بمذكرة الطعن علي أحكام البراءة بعد الميعاد المقرر قانونا!! لقد قامت الدنيا ولم تجلس عندما أصدرت محكمة الجنايات حكمها ببراءة المتهمين وتمت محاصرة دار القضاء العالي والمطالبة برحيل المستشار عبدالمجيد محمودالنائب العام السابق وتم تنيم العديد من الوقفات والمليونيات التي هتفت ضده وطالبت بما قالت عنه هذه المليونيات تطهير القضاء.. وقيل انه لابد من الإطاحة بالنائب العام من أجل تحقيق أهداف الثورة والقصاص للشهداء وتم تصديع رءوسنا بأن نيابة الثورة ستقوم بالواجب وان النائب العام الجديد طلعت عبدالله سيقدم نموذجا جديدا في كيفية محاسبة الجناة.. و.. و.. و.. وايقاف مهرجان البراءة للجميع. مرت الأيام وإذا بأحكام البراءة تتوالي لصالح معم رموز النام السابق بل ويتم الإفراج عن هؤلاء الرموز ثم ينتهي الأمر بتأييد محكمة النقض لحكم براءة المتهمين في موقعة الجمل.. وهذا التأييد جاء لأن النيابة العامة التي يتحمل مسئولياتها المستشار طلعت عبدالله النائب العام قصرت في تقديم الطعن في الميعاد المحدد فتم رفض الطعن شكلا وبالتالي موضوعا وضاعت القضية. ليس هذا فحسب بل ان كل ما قيل عن اكتشاف لجنة تقصي الحقائق المشكلة لتقديم أدلة جديدة في موقعة الجمل لم يهر إلي النور ولم يترجم في الواقع إلي نتائج ملموسة. ورغم كل ذلك لم نسمع عن تنيم مليونيات لتطهير القضاء والنيابة ولم نسمع صوتا لأولئك الذين صدعوا رءوسنا في الفضائيات وأمام دار القضاء العالي وعلي الفيس بوك وتويتر وخلافه أيام كان عبدالمجيد محمود نائبا عاما. بالله عليكم ماذا كان سيكون الوضع لو كان عبدالمجيد محمود هو الذي قصر في تقديم الطعن في الميعاد المحدد وماذا كان سيكون الوضع لو توالت أحكام وقرارات الإفراج عن رموز النام السابق وعبدالمجيد محمود في موقعه؟!! لا أكتب هذا الكلام دفاعا عن عبدالمجيد محمود ولا غيره ولا أعلق هنا علي أحكام القضاء ولكن الحكم هنا عن المعيار الواحد الذي يجب ان نتعامل به وأذكر الجميع ان سبب انهيار نام مبارك هو غياب العدالة والشفافية والكيل بمكيالين ولماذا نذهب بعيدا تعالوا جميعا نستعرض ما قاله الرسول الكريم صلوات الله عليه حينما قال ما معناه "ان سبب هلاك ما قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.. والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" هذا هو الإسلام الحقيقي وهذا هو العدل الذي انتشر بسببه الإسلام. حمي الله مصر وحفها من كل سوء.