جاءت الأيام الماضية بأحداث سريعة متلاحقة تحمل في طياتها الكثير ما بين الايجابيات والسلبيات وأصبح هناك علي الساحة المصرية حقائق تسيطر علي اهتماماتنا وتحتاج لأن نتوقف أمامها للتأمل والدراسة.. وربما تستغرقنا وقتاً طويلاً لفك شفراتها. كشفت المظاهرات التي تجتاح مصر منذ ما يقرب من أسبوعين عن ظاهرة عجيبة .. حيث خرجت علينا بعض الشخصيات بآراء وتصورات وأحكام لم نكن نسمعها منهم من قبل.. وحدث تراجع كبير ولدرجة مؤسفة لشخصيات كثيرة كنا نعتقد انها من الصفوة المصرية التي كانت تبهر وتحوذ إعجاب العالم. آسفة ان أقول إن هناك ازدواجية واضحة ومؤلمة إلي حد كبير في شخصيات متعددة أرادت ان تقفز إلي الكادر لتحتل مساحة قبل ان يسدل عليها الستار وامتلأ المشهد المصري بإعلاميين ورموز معارضة بمختلف تياراتهم ورجال أعمال وأساتذة قانون والعديد من أصحاب المهن الأخري لم يجمعهم شيء سوي انهم جميعاً للأسف يحملون الجنسية المصرية. الكل في سباق محموم لا أدري لماذا.. هل للبحث عن مزيد من الشهرة والبطولة؟ أم دفعتهم المزايدة والمصالح الشخصية والأجندات الخاصة سواء في الداخل أو الخارج لتعلو الأصوات في ضجيج وترتفع ضاربة عرض الحائط بكل القيم والأخلاقيات المصرية الأصيلة والقويمة. تناقضات مواقفهم تعدت كل ما هو مقبول أو معقول مما يجعلني أتساءل: هل ماتت ضمائرهم إلي هذا الحد فأصبحت المراهنة التي تجري علي الساحة المصرية مقامرة علي مقدرات الوطن وطموحات جيل يريد التغيير والتطوير. أليس من الأجدي لهؤلاء ان يحاولوا بناء جسور من الثقة والاحترام بينهم وبين الشباب في محاولة لضبط الايقاع وتحقيق حالة من التوازن لحمايتنا جميعاً من الوقوع في منعطف خطير قد لا نستطيع معه الصمود والاستمرارية.. لا يخفي علي أحد ان هناك مؤامرات خارجية تحيط بمصر لاغتيالها أمنياً وسياسياً.. وأعداء في الداخل يحاولون تصفية حساباتهم دون النظر للصالح العام.. فهل نخرب بأيدينا مقدراتنا ونغتال طموحاتنا وأحلامنا تحت مسميات الثورة والحرية والفوضي الخلاقة. لقد تعلمنا ان الحرية أمانة والتزام ومصداقية والأهم مسئولية تحتاج أفعالاً لا أقوالاً وليست مجرد شعار أجوف نردده دون ان نلتزم بمساره. تعلمنا ان التغيير ينبغي ان يكون للأفضل تغيير يقود للنمو والتقدم والأهم الاستقرار الذي بات بكل أسف مهدداً من الداخل والخارج. أوجه كلماتي لكل الحكماء والعقلاء المجردين من الهوي.. أبناء الأرض الطيبة ان يتحدوا لتخرج مصر من أزمتها الراهنة أقوي وأكبر وأعظم مما كانت علي مر العصور. كفانا ايها المتحدثون باسم مصر والمصريين ما قلتم وما فعلتم .. كفوا عن القفز فوق الجميع فمصر هي الأبقي ونحن جميعاً زائلون .. الأوطان أبداً لن تموت. لك يا مصر السلامة.. والحب .. والاحترام .. وأيضاً الاعتذار عما حدث من هؤلاء الذين كنت أعتقد انهم مصريون.