ميدان التحرير الآن لوحة حية بالألوان الطبيعية لكل ما يدور علي أرضر مصر هناك من يشكو من قلة العمل موجود في الميدان ومن يبحث عن فرصة لتقديم فن راق بعيدا عن الاسفاف والايحاءات الجنسية يتوجه إلي ميدان التحرير حتي الباعة الجائلون موجودون. بداية الدخول للميدان من ناحية طلعت حرب.. المحلات مفتوحة والمارة يدخلون للشراء. وحتي المباني التي اصابها الحرق والتدمير بدأ العمال في ترميمها واصلاحها. فالحياة لابد أن تسير. الدخول لميدان التحرير يمر بأكثر من نقطة تفتيش شبابية.. لجان للرجال. ولجان للسيدات والأدب والاعتذاز الشديد عن ضرورة التأكد من البطاقات الشخصية وعدم حمل أي أدوات حادة حتي القصافة للأظافر لضمان سلامة الجميع.. وكل من يدخل يتقبل هذا بصدر رحب وتفهم لأن هذه الأيام صعبة والكل يخشي علي وطنه وابن بلده من أي غادر من الداخل أو الخارج. من المفارقات التي شاهدتها أثناء تواجدي شاب يعتلي المنصة حاملا طفلة صغيرة ترتدي ملابس برتقالية اللون معلنا أنها تاهت من أمها "الطفلة اسمها أمل" وقد كتب علي جبينها كلمة "ارحل" وبعد دقائق وجدنا سيدة بسيطة ترتدي جلبابا أسود وهي تبكي بحرقة الحقوني ابنتي تاهت وبسرعة أوصلها الشباب للمنصة وتسلمت الطفلة بعد أن تأكدوا من اسم طفلتها وسألوا الطفلة نفسها. قالت الأم واسمها "بهية": حضرت هنا لأنني عرفت أنه مكان استطيع فيه أن أقول ماذا أريد.. والشباب حولنا زي الفل وأنا نفسي أجد عملا ثابتا أنفق به علي ابنتي حتي لا أمد يدي للناس. لاعب الكرة نادر السيد من أبرز الذين صعدوا علي المنصة للمشاركة في حركة الميدان لاعب الكرة السابق نادر السيد.. حارس المرمي الشهير.. والمذيع حاليا باحدي القنوات الخاصة.. والذي قال: ياجماعة لا تلوموا من ليس معنا الان. ربما كان خائفا أو قلقا. حتي الذي لا يستطيع الهتاف بصوته لأنه يؤمن بقلبه أن التغيير ضروري من أجل مستقبل اولادنا. اضاف وهو واقف علي المنصة يخاطب الآلاف الذين احتشدوا حوله لسماعه: ياجماعة الحكاية ليست رحيل شخص بعينه وإنما تغيير كل النظام والمسميات التي حرمتنا من حريتنا سنوات طويلة.. اسقاط كل من حرمنا من أن نقول رأينا بصراحة لهذا قلنا هنا نطالب بالرحيل والتغيير.