تعتبر الدراما الحديثة هي افضل الأساليب المعاصرة لتغذية القيم الفكرية والثقافية والمجتمعية ، وخلق حالة من الإستجابة لمختلف المتطلبات الحياتية التي تعمل على تعزيز وعي الطفل بما يحيط به من الأمور والمواقف المختلفة . وقد تم التعبير عن ذلك خلال اختتام فعاليات مسرحية " للماء لغة فصيحة " على مسرح مركز أكسبو الشارقة ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الخامسة ، وضمن سلسلة عروض مسرحية اداها فنانون بالتعاون مع جمعية حماية اللغة العربية، ولجنة مهرجان الشارقة القرآئي للطفل التابعة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. أكد عدنان سلوم مخرج المسرحية والمتخصص في مسرح الطفل وفن الدمى ان الأعمال الدرامية تسهم الى حد كبير في تقوية المناعة الذاتية، وتعزز الوعي بطرق جديدة يتناغم فيها الجهد الإعلامي والمدرسي والتربوي لتحقيق الغرض ذاته ، وقد لمسنا ذلك في الأطفال عندما عرضت المسرحية في أكثر من الإمارات ، وتجاوزعدد جمهورها 3 آلاف مشاهد، وسنعمل على صناعة المزيد من هذه الأعمال الدرامية الهادفة في المستقبل . قالت هند لينيد المنسق العام للمهرجان : حرصنا على تنشيط وتفعيل دور المؤسسات والافراد للمشاركة في اهداف المهرجان، فتم الإتفاق على عرض هذه المسرحية التي تعزز في نفس الطفل الحفاظ على اللغة العربية والقيم البيئية المختلفة بدءا من البيت وانتشاراً في المجتمع، ونحن نعتقد من خلال ما لمسناه من التفاعل ان العمل أدى دوره في تعزيز محبة الطفل الكتاب، وغرس بعض القيم المهمة التي تعدت الطفل ووصلت الى الأسرة والمجتمع. وفي سياق آخر أوضحت الإعلامية كريمة سالم السعدي خلال ندوة أقيمت ضمن فعاليات المقهى الثقافي في المهرجان تحت عنوان: "تكوين ثقافة الطفل، حكايات الجدات بين الأمس والأنترنت" وأدارتها نعمات حمودة بالقول:"إن للجدة دور كبير في تعزيز مجموعة من القيم التي تبني الجيل العربي باعتبارها منظومة معرفية مجتمعية تراثية مهمة، وكان للأجواء السابقة قبل ثورة التقنية الحديثة دور في اجتماع العائلة، واضافة جو من الحميمية الذي يقوي مناعة الطفل من الحرمان، ويجعله محط اهتمام جميع العائلة لاسيما الجدات اللواتي كن يغذينه بشتى صنوف المعرفة، ويبقى التواصل هو العامل الأهم في ذلك الإجتماع العائلي المتكرر . و في جلسة المقهى الثقافي للكاتب د. هيثم الخواجة بعنوان "تشكيل الطفل ثقافياً كيف؟" تحدث قائلاً:"إن الإهتمام بثقافة الطفل تجعله ناجحاً في حياته، وتبني شخصيته بناء سليماً، وتجعله قادراً على التعامل مع الواقع والتفريق بين الصحيح والخطأ، وأن عدم الإهتمام بالثقافة يخرج لنا طفلاً ضعيف الشخصية، جاهلاً، ذائباً في الملوثات والدخيل من الافكار، وتراجع اللغة، وعدم القدرة في الإعتماد عليه في المستقبل اضافة الى تبدد هويته الوطنية".