رغم إنفاق ملايين الجنيهات علي المرحلة الأولي لتجميل وترميم شارع المعز لدين الله الفاطمي أعرق شوارع القاهرة وأكثرها آثاراً تاريخية لما يضمه من كنوز آثرية إسلامية "فاطمية وأيوبية ومملوكية" .. فإن يد العدوان والإهمال الجسيم طالته بعد الثورة. فسرقت وحدات الإضاءة وخربت البوابات الالكترونية .. وتعدي عليه أصحاب المحلات والباعة الجائلون مما أثار استياء الأهالي والآثريين علي السواء.. والسؤال هل يستعيد الشارع رونقه وعبقه بعد إعلان وزارة الآثار عن إجراء مناقصة لتنفيذ مشروع لرفع كفاءة الشارع وإزالة ما يشوهه من تعديات وتخريب ..؟! "المساء الإسبوعية" انتقلت لشارع المعز ورصدت أحواله الطبيعية. حيث تحول لسوق شعبي كبير. واستخدمت ساحات مساجده الأثرية لمواقف سيارات وكافيهات شعبية وانتشر الباعة الجائلون في جميع أنحاء الشارع .. وتحول بيت السحيمي وهو أجمل المنازل التاريخية لمقهي شعبي كبير .. واختفي موظفو الأمن بالشارع .. أكد مسئول بمنطقة آثار غرب الجمالية رفض ذكر اسمه أن التعديات لم تقتصر علي الشارع فقط بل طالت موظفي الآثار بالمنطقة .. خاصة بعد قيام الموظفين بتحرير المحاضر للمخالفين الأمر الذي دفع أصحاب المحلات والباعة الجائلون للتعدي علي الموظفين من الآثريين أو المرممين بالضرب. أضاف إن الشارع تعرض لكثير من أعمال التخريب والنهب والسلب والبلطجة منذ قيام ثورة 25يناير .. مما أثر سلباً علي مشروع التطوير الحضاري في قلب الشارع الذي انفق عليه ملايين الجنيهات وقد حدث تخريب للبوابات الالكترونية وسرقت وحدات الإضاءة .. فخيم الظلام مع الشارع!!. أوضح أن قرار الآثار برفع كفاءة الشارع من جديد يأتي ضمن الإجراءات التي تتخذها الوزارة لتطوير المواقع الأثرية المدرجة علي قائمة التراث العالمي الذي توليه الوزارة اهتماماً كبيراً وسوف يعود الشارع لما كان عليه بعد انتهاء أعمال المرحلة الأولي من مشروع التطوير الحضاري للقاهرة التاريخية وهو ما سوف يسهم في عودة السياحة من جديد لتنهض بالاقتصاد المصري. يقول مجدي صبحي تاجر ميني فاتورة من سكان المنطقة إن شارع المعز يقع في قلب القاهرة التاريخية ويتناثر علي جانبيه الكثير من الآثار التي تعود إلي العصور الإسلامية المختلفة .. وظل علي مدي قرون عديدة يعج بآثار تاريخية .. كما أنه ينفرد بإرث الماضي الإسلامي الذي يشهد علي العصور الفاطمية والأثرية والمملوكة. أضاف صبحي : لابد من عودة الشارع لرونقه علي غرار الشوارع العالمية التي يستمع فيها السياح بالتاريخ والآثار بعيداً عن الصخب المروري وتكدس الباعة الجائلين وانتشار البلطجة وأطفال الشوارع والمتسولين. أشار صلاح عبدالسلام أمن احدي اللوكاندات التاريخية المشهورة بالشارع إلي أن المشكلة ليست في التعديات فقط وإنما في احتكار واستيلاء الباعة الجائلين علي الأماكن والأرصفة أمام المساجد التاريخية لعرض بضائعهم .. مما يشوه منظر الآثار العريقة .. بالإضافة إلي مرور عربات النقل الثقيل والتوك توك التي تؤدي إلي هبوط الشارع مما يؤثر علي حالة الآثار وسلامتها وازعاج النزلاء الأجانب باللوكاندة .. مطالباً بعودة مواعيد دخول وخروج السيارات والتواجد الأمني ومنع انتشار ظاهرة التوك توك ووقف التعديات علي الآثار من أجل الحفاظ عليها. يقول سيد قطب من أهالي المنطقة إن قرار وزارة الآثار بإعادة رفع كفاءة الشارع وإزالة كافة التعديات وأعمال التخريب التي نالته .. يُعد طوق النجاة وبارقة الأمل لعودة الحياة والسياحة الي الشارع من جديد .. خاصة بعد أن قام أصحاب المحلات والباعة الجائلون بعرض منتجاتهم في الشارع وتحولت ساحات المساجد الآثرية إلي كافيهات شعبية وأوكار لتجارة وتعاطي المخدرات ليلاً. أضاف أن الشارع يُعد من أفضل الشوارع التاريخية في العالم وأن السياح يحرصون علي المجئ إليه من كافة أنحاء العالم للتمتع بآثاره المتميزة والفريدة .. خاصة أن الشارع يبدأ من بوابة باب الفتوح وينتهي عند بوابة المتولي بالغورية.