سادت حالة من الهدوء بمحيط دار القضاء العالي ليلاً.. بعد فض الاشتباكات بين المتظاهرين من أعضاء البلاك بلوك وأطفال الشوارع ورابطة ألتراس ثورجي من جانب وبين الباعة الجائلين وأصحاب محلات شارع 26 يوليو من جانب آخر في جمعة "مساندة القضاء".. حيث سادت حالة من الكر والفر بين الطرفين وقام بعض الصبية من أطفال الشوارع بإلقاء الحجارة علي قوات الأمن الموجودة داخل مقر دار القضاء وهشموا زجاج السيارات المحيطة بالمقر وأصابوا بائعين بجروح في الرأس والقدم.. مما استفز عدداً من الباعة الجائلين وأصحاب المحلات الذين خرجوا للدفاع عن قوات الأمن الموجودة داخل المقر وكذلك الدفاع عن رزقهم حيث قاموا برشق المتظاهرين بالزجاجات الفارغة وهرولوا وراءهم قائلين: "انتو هتوقفوا حالنا" مما أدي إلي كر وفر بينهم. هاجم أحد المتظاهرين محل ملابس بمنطقة وسط البلد وقال إنه تابع لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما دفع عددا من المحال التجارية بشارع طلعت حرب بإغلاق أبوابهم خوفاً من تعرضهم للأذي. فيما هرب المتظاهرون واختفوا في محطة مترو أنور السادات.. وسادت حالة من الذعر بين ركاب المترو بعدما أشعل أحد أعضاء البلاك بلوك المشاريخ داخل المحطة وتعالت الصيحات والتصفيق.. دون تدخل أي فرد من أمن المترو. بدأت التظاهرات بمسيرة من ميدان التحرير لأعضاء رابطة ألتراس ثورجي والبلاك بلوك وتوجهوا إلي دار القضاء العالي.. للتنديد بقانون السلطة القضائية والمطالبة بعدم التدخل في شئون القضاء والاستقلال التام لسلطات الدولة وعدم أخونة المؤسسات الحكومية.. وردد المشاركون في المسيرة هتافات مناهضة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين منها: "يسقط يسقط حكم المرشد أنا مش كافر أنا مش ملحد" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط كل رئيس". و"يا إخوان يا مسلمين فين الشرع وفين الدين مشينا مبارك وسوزان جه المرشد والإخوان".. كما رفع البعض صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. قال سعيد مراد ونبيل خليفة ومحمد إبراهيم ومحمد عطية "بائعين" إن الوضع الحالي يتطلب تكاتف الجميع وترك الخصام وراء ظهورنا وإعلاء المصلحة العامة.. مطالبين القوي السياسية بالابتعاد عن المظاهرات التي تقطع رزقهم لأنها تأتي بالسلب عليهم في إغلاق المحلات وتخزين الفرش للبائع المتجول خوفاً من أحداث ضرر بالمنتجات أو سرقتهم.. كما كان يحدث من قبل. أضاف مازن يوسف "صاحب محل لعب للأطفال" ووائل السعيد مدير محل ملابس إن الثورة أفرزت أسوأ ما فينا وغيرت سلوك الكثير من المصريين إلي الأسوأ تحت مسميات الأحزاب والحركات والائتلافات وظهور مجموعة البلاك بلوك التي تحرق مصر والأمن يتفرج.. مطالبين وزارة الداخلية بالشدة مع الخارجين عن القانون ومحاسبة هذه المجموعة.