هل يتراجع دور المرأة ومكتسباتها التي سعت إليها لعقود طويلة؟! سؤال يطرح نفسه خاصة مع تراجعها في البرلمان السابق ومجلس الشوري الحالي وانتخابات النقابات. وأخيراً ما حدث في انتخابات التجديد النصفي لاتحاد كتاب مصر. فعدم فوز أي كاتبة من اثنتي عشرة مرشحة ضمن تسعة وستين مرشحا كان صدمة عنيفة للمجتمع الأدبي. الذي كان يعول علي وعي الجمعية العمومية وايمانها بدور المرأة.. فهل ما حدث هو نوع من الفصام. أم أن الأمر يعود للمرأة أيضا خاصة وأن الجمعية العمومية كان بها أكثر من ثلاثين بالمائة عضوات؟! فهل عدم التفاف العضوات علي أسماء منهن لانجاحها خلل آخر يعاني منه المجتمع الثقافي بنوعية السبب في عدم حصول المرأة علي مقعد ضمن خمسة عشر مقعداً هل هو جزء من منظومة المؤامرة علي دور المرأة ومحاولة تهميشها أم هو تقصير من المرأة نفسها في حق نفسها ومثيلاتها؟! هذا السؤال نطرحة في ظل هذا الحدث الذي يعد مؤشراً خطيراً لما يحدث علي الساحة في مصر من تراجع لمكتسبات المرأة. الجدير بالذكر أن مجلس ادارة اتحاد كتاب مصر يضم ثلاثين عضوا منهم ثلاثة مقاعد فقط مازالت تحتفظ بها المرأة.. سألنا الكاتبات من أعضاء الجمعية وبعض المرشحات اللاتي لم يحالفهن الحظ. * أمل عامر: ما حدث في انتخابات اتحاد الكتاب كان مهزلة جديدة حيث لم تفز ولا شخصية نسائية من المبدعات اللاتي تقدمن للترشح وكان هناك اثنتا عشرة مرشحة فهل يمكن ان يحدث هذا بعد ثورة شاركت فيها المرأة المصرية بشكل مميز بجانب الرجل كل لحظة وتحملت حالات السخرية والتحرش بها من بعض العقول المتخلفة التي نادت فيما بعد بعودتها للقرون الوسطي؟! * سهير شكري: هل ما يحدث في اتحاد كتاب مصر عبارة عن مكلمة؟ يقولون إن الفنان والأديب دائما علي يسار السلطة لأنه ينشد دائما الأفضل والأرقي لوطنه ويقولون ان الفنانين والفئران هم أكثر الكائنات استشعارا للخطر ولكن الفئران حين تستشعر الخطر تلقي بنفسها من السفينة أما الأدباء والفنانون فانهم يظلون يقرعون الأجراس ويصرخون بملء الفم حتي ينقذوا السفينة أو يغرقوا معها فقد أسفرت انتخابات اتحاد الكتاب عن عدم نجاح المرأة وهذا ليس تحيزا. أعمي لجنس ولكن هنا من السيدات المحترمات والمبدعات من لهن تواجد فعال في المشهد الأدبي والمجتمع كله أسوة بالرجال بل وهناك من تفوق الرجال ممن اجتازوا الانتخابات بكثير. * سونيا بسيوني: صخب لا مبرر له سوي التشويش علي بعض الأصوات المختنقة داخلها كلمة حق تريد ان تنفجر به في وجه الباطل لتحرقه ولكن للأسف تعالت تلك الأصوات أكثر وأكثر في الجمعية العمومية التي حضرتها وإلي الآن لا أفهم الا ان المرأة تم استبعادها من مجلس الادارة ولم يبعد إلا ثلاث عضوات فقط من ثلاثين. يستبعدون نصف المجتمع ومن قامت بتربية النصف الثاني ولكن رغم هذا لن يصيبني اليأس فالتغيير قادم ويكفي ان هناك عضوة تكفينا ذلك ولن نيأس من هذا الاستبعاد المقصود!! * مني ماهر: الثقافة لا تعرف جنسا ولا وطنا ولا دينا وبالتالي فهي تضم الجميع بلا تفرقة.. الكاتب والكاتبة كلاهما يكمل الآخر ويتعلم منه ويضيف له.. وأعتقد أن الفصل بين الكاتب والكاتبة تصرف لا يليق بالمثقف المصري ولا يعبر عن الثقافة الحقيقية فالانتخابات الأخيرة لاتحاد الكتاب جاءت النتيجة صادمة بعض الشيء حيث ان الفوز كان من نصيب الرجال فقط وخرجت الكاتبة من دائرة المنافسة .. تمت التضحية باسماء الكاتبات لصالح نجاح الكتاب وهذا يعني ان اختيار الجمعية العمومية كان للرجال فقط!! * منار فتح الباب: تعتريني الدهشة من موقف أعضاء الاتحاد لاسيما ان المرأة كانت قد شاركت بقوة في ثورة يناير ومازالت تضحي في سبيل الوطن.. والدور الذي تؤديه المرأة لا يقل بحال من الأحوال عن دور الرجل.. فنحن نتراجع إلي الوراء بدلا من الارتقاء.. وكانت بعض الأسماء المرشحة من الممكن ان تسبقهم في تحقيق أهداف مجلس ادارة جديد دون الحاجة إلي دعاية ولكن موقف الجمعية العمومية غير مفهوم للأسف. إكرام عيد: هل عدم نجاح المرأة في انتخابات التجديد النصفي لاتحاد كتاب مصر من قبيل الصدفة أم أنه مدبر؟! هل هذا يعني ان هناك من يتلاعب بأعضاء الجمعية العمومية تحت أي مسمي مهما كان؟! هذا المجتمع ينحاز إلي الرجل أكثر من المرأة لكننا أثبتنا وجودنا في ظل ظروف أصعب مما نحن عليه الآن وهذا يعني ألا نقف في أماكنا مكتوفي الأيدي بل علينا الاجتهاد في كافة المجالات فكل الثورات التي قامت من أجل الحريات للبشر بصرف النظر عن النوع رجلا كان أو امرأة حثت علي الاجتهاد والتغيير للأفضل. * د. عطيات أبو العينين: اتحاد كتاب مصر في انتخاباته الأخيرة وبعد ثورة يسعي لتهميش الكاتبات ولا ينجح ولا كاتبة .. وما حدث هو رؤية الجمعية العمومية المكونة من مثقفي ومفكري مصر في وقت تسعي فيه مصر للتغيير واعطاء الفرص للجميع ولكن وضع المرأة في ظل عمليات انتخابية غير نظيفة تستخدم فيها الشللية والتربيطات والمؤمرات مما يؤدي في النهاية إلي مجلس منقسم لا يؤدي واجبه كما ينبغي.