هل اخطأ أمير الشعراء حين قال "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا".. الاجابة بالطبع "لا" لأن رسالة المعلم أكبر وأعظم وأجل من سواه من المهنيين فهو المنوط به تربية النشء وتخريج الأجيال التي علي اكتافها وبها تنهض الأمم وتتقدم. هذه المكانة للمعلم لا يمكن أن يبلغها إلا إذا قام بدوره وأداه علي الوجه الأكمل ولكن للأسف الشديد إذا اسقطنا الأمر علي أرض الواقع الذي نعيشه فسنري خللا كبيرا واهتزازا واضحا في صورة وتصرفات العديد من المعلمين وخاصة في المرحلة الابتدائية أو التعليم الاساسي رغم ما تمثله تلك المرحلة من أهمية والتي من المفترض ان تخصص وزارة التربية والتعليم لها اكفأ المدرسين علما واعدادا وسلوكا وخلقا وهو ما لا تفعله حيث تقوم بالاستعانة بأي أحد دون النظر لمؤهلاته التربوية والعلمية وامكانياته واستعداداته النفسية للتعامل مع هؤلاء الاطفال وكأن الأمر "سد خانة" فقط. كان من نتيجة هذه السياسة الخاطئة والمرتبكة لوزارة التربية والتعليم علي مر العقود الماضية ان افرزت نوعية من المدرسين غير المؤهلين مما كان له اسوأ الأثر علي العملية التعليمية والأجيال الناشئة ولعل ما قامت به معلمة قنا منذ عدة أشهر بقص شعر احدي التلميذات عقابا لها علي عدم تنفيذ ما أمرتها به وما قام به مؤخرا أحد مدرسي ادارة طما التعليمية بمحافظة سوهاج بمعاقبة تلاميذه بأكل البرسيم واهداره لكرامتهم وضربه بكل القيم الاخلاقية والتربوية والنفسية لخير دليل علي مدي التردي الذي وصلت إليه حالة التعليم في بلدنا. إذا كنا نريد حقا أن ننهض فإن عماد هذه النهضة هو التعليم ولابد من اصلاح تلك المنظومة من جذورها وتوفير كافة الامكانيات المادية والبشرية لها خاصة المعلم الكفء الخلوق التربوي الذي يبني شخصية الطفل وينمي مواهبه وقدراته العقلية والبدنية وقبل ذلك اخلاقه وسلوكياته لا أن يهدمه ويحطمه ويمتهن كرامته.