من أول السطر الحد الأدني.. للتربية والتعليم..!!

انتفض المعلمون كغيرهم من بني الوطن للحاق بموجة الثورة وبركب المظاهرات الفئوية والاعتصامات والاحتجاجات ولاثبات وجودهم في مظلمة الحقوق المهدرة.. وهدد بعضهم بتعليق الدراسة والامتناع عن دخول الفصول تحت شعار "عام دراسي بلا مدرسين" و"اللي مش عاجبه يشرب من البحر".
وقد استهجن الشعب المصري هذا التصرف المشين الذي لا يليق بمن تصدوا لحمل أمانة اعداد الأجيال والكوادر التي ستقود الوطن بالعلم والعمل إلي الأمام. وبمن قال فيهم شوقي: "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا".
وتمادي بعض المعلمين في اعتصامهم وجاء تدخل الحكومة والوزير لانقاذ العملية التعليمية والعام الدراسي من براثن هذا المخطط الخبيث وصدر قرار باستحقاقهم حافز ال 200% والذي قررته الحكومة لتحسين الأجور بالاضافة إلي عدم احتساب مكافأة الامتحانات من اجمالي صافي الدخل علاوة علي عدد من الوعود لاصلاح حال المعلم خلال عدة شهور ووضع آلية جديدة لرفع الحد الأدني للأجور واعادة النظر في "كادر المعلمين".
ولكن يبدو أن بعض المعلمين استبدلوا الاعتصام المعلن والامتناع النهائي عن العمل بوسائل أخري غير مشروعة للحصول علي حقوق وامتيازات أخري بالضغط علي أولياء الأمور والتلاميذ الذين أصبحوا كالرهائن بين أيدي عصبة من معدومي الضمير والشرف والأمانة والذين أصبح همهم الوحيد تحصيل المزيد من الأموال والزبائن عبر مراكز ومجموعات الدروس الخصوصية.. ولا عزاء للباحثين عن التربية والتعليم وسط هذا الزخم وهذا التصارع المخزي.
وعبر البريد الالكتروني جاءتني طائفة من المشكلات ومعوقات للاداء المهني والتربوي في مدارسنا نضعها بين يدي وزير التعليم وفي عنقه.. وهذا جانب منها:
* من محافظة الجيزة قالت احدي أولياء الأمور ان مديرة مدرسة للتعليم الأساسي تفرض حظرا علي زيارة المدارس وترفض الاستماع لأية شكاوي من أولياء الأمور.. وفي احدي المرات استطاعت اختراق هذا الحظر واجتياز البوابة الحديدية طاردتها المديرة المستبدة واهانتها وهددتها بالعصا ان حاولت دخول المدرسة مرة أخري.
* مواطنة أخري قالت ان نفس المديرة نهرتها وهددتها بتسليمها ملف ابنها وابعاده عن المدرسة.
* ولي أمر أكد في رسالته ان مدرسة ابنه الثانوية تحولت لملتقي لعقد صفقات الدروس الخصوصية.
* وفي احدي مدارس 6 أكتوبر الثانوية يقدم "الكانتين" السجائر بكافة أنواعها.. ويؤكد البعض ان هناك من يروج "البانجو" في نفس هذه المدرسة.
* قال أحد المواطنين من القاهرة ان احدي المدرسات في مدرسة نجله تضرب التلاميذ بالشلوت!
عفواً.. أيها المعلمون.. الأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصي وقد فقدتم كثيرا من الثقة وتعاطفنا مع مطالبكم.. وقبل أن تطالبوا بالحد الأدني للأجور وبتحسين رواتبكم.. قدموا إلينا الحد الأدني من التربية والتعليم قبل أن تضيعوا الأمانة التي بين أيديكم من أجل بضعة جنيهات.