تسبب انهيار عقار بحي الظاهر في حالة من الاستنفار داخل السفارة الصينية بالقاهرة حيث يقطن هذا العقار 8 مواطنين صينيين يدرسون بالبعوث الإسلامية وقامت السفارة الصينية بإرسال مسئول التعليم بها لمتابعة عمليات إنقاذ الصينيين الذين تصادف عدم وجود 6 منهم بالعقار لحظة انهياره لتواجدهم بالمعهد الذي يدرسون به بالبعوث الإسلامية ولم يتواجد سوي طالبين.. وتمكن رجال الحماية المدنية من إنقاذ الطالب الأول ويدعي "أيوب" بعد ساعتين من انهيار العقار في حين احتاج رجال الحماية لأكثر من 7 ساعات حتي تمكنوا من إنقاذ الطالب "قاسم" الذي سقطت عليه كميات كبيرة من الكتل الأسمنتية وصل ارتفاعها لأكثر من 3 أمتار لأن الطالب كان يعيش مع زملائه بشقة بالدور الثالث وتم استخراجه من فوق "كنبة" بالدور الأرضي. أثناء محاولات إنقاذ "يونج يانج" المكني ب "قاسم علي" كان يطلق أصوات استغاثة لكي يتمكن رجال الحماية المدنية من تحديد مكانه وبعد 5 ساعات تحت الأنقاض أصيب جميع المتواجدين بحالة من الإحباط بعد توقف الطالب الصيني عن إصدار تلك الأصوات فظن الجميع انه مات خاصة بعد أن سمح اللواء جمال حلاوة نائب مدير إدارة الحماية المدنية لمسئول التعليم بالسفارة الصينية وبعض الطلاب الصينيين بالدخول للعقار لمحاولة التواصل مع الطالب وظلوا طوال 7 دقائق صمت خلالها الجميع ينادون عليه ويتكلمون معه بلغتهم علي أمل أن يرد عليهم دون جدوي وخرجوا مطأطئي الرأس والحزن يعتلي وجوههم وهو ما زاد من حالة الإحباط لدي الجميع إلا أن تلك الواقعة لم تثبط همة رجال الحماية المدنية بل زادتهم حماسا واستعانوا ببعض "عمال البناء والهدم" وفور إعلانهم عن التوصل للطالب وانه مازال حيا قام جميع المتواجدين من سكان الشارع والعشرات من المواطنين والمواطنات الصينيين الذين تجمعوا فور علمهم بالواقعة بالهتاف والتكبير بعد تأكدهم من إنقاذه وتسابق الجميع في إحضار مياه ليتم سكبها علي الرمال المحيطة بالطالب حتي لا تتسبب في اختناقه وقام رجال الحماية المدنية بإخراج الشاب ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي قبل أن تنقله سيارة الإسعاف لأحد المستشفيات وقام المتواجدون بالهتاف لرجال الحماية المدنية وتبادلوا معهم الأحضان والتهنئة. قام رجال الشرطة بقسم الظاهر بقيادة العميد أحمد سليمان مأمور القسم بعمل كردون أمني حول العقار لتسهيل عمليات الإنقاذ. بعد إتمام عملية الإنقاذ صرح اللواء سامي يوسف مدير إدارة الحماية المدنية ان رجال الحماية قد عاشوا 8 ساعات من الأشغال الشاقة حتي تمكنوا من إنقاذ الطالب.. وأكد نائبه اللواء جمال حلاوة ان ساعات العناء التي عاشها مع رجاله قد تلاشت تماما بعد رؤية الشاب الصيني وظهور الفرحة علي أصدقائه الصينيين وجيرانه وسكان العقارات المجاورة من المصريين.. في حين وجه مسئول التعليم بالسفارة الصينية كل الشكر لرجال الحماية المدنية لجهودهم المستميتة في إنقاذ الشاب بعد تملك اليأس من كل المتواجدين باستحالة خروجه حيًا. مفارقات عديدة كشف عنها انهيار العقار حيث تدخل القدر في إنقاذ 6 طلاب صينيين كانوا يعيشون مع "المصابين" وتصادف ذهابهم لمعهد البعوث الإسلامية وقت انهيار العقار.. وتدخل القدر أيضا لإنقاذ "محمد عباس" الذي يعيش وحيدا بالدور الأخير بالمنزل وتصادف وجوده بالمستشفي لتلقي علاج كيماوي لمرض السرطان وقت الكارثة.. في حين أنقذت العناية الإلهية الحاجة "أم أحمد" التي ذهبت لعمل شكوي بالحي لأن مالك العقار استعان بعدد من العمال لهدم حائط بالدور الثاني لتوسعة الشقة ليتمكن من تأجيرها وبعد عودتها من مبني "الحي" بعد تقديم الشكوي فوجئت بانهيار العقار. كشف انهيار العقار الذي صدر له قرار "تنكيس" منذ 10 سنوات وتحديدا عام 2003 عن عجز مسئولي الحي عن تنفيذ هذا القرار وقاموا بتحرير محضر ضد صاحب العقار عام 2005 بعدم تنفيذ القرار خاصة بعد أن كشفت معاينة الحي أن الأسياخ الحديدية المستخدمة في بناء العقار من نوع "2 لينيا" وهي لا تتحمل مثل هذا العقار المكون من بدروم و4 طوابق. تمكن رجال الشرطة بقيادة اللواء عمرو ضياء مساعد الفرقة والعميد أحمد سليمان مأمور قسم الظاهر من إلقاء القبض علي صاحب العقار و2 من العمال استعان بهما لهدم الجدار الذي تسبب في انهيار العقار وإحالتهم للنيابة العامة التي انتقلت لسؤال المصابين بالمستشفي. أمرت النيابة بحجز كل من "بسيوني.ع" صاحب العقار و"سيد.أ" ونجله "محمود" عاملي البناء والهدم 24 ساعة لحين ورود التحريات وأمرت بالتحفظ علي ملف العقار بحي الوايلي.