سكان الأبراج السكنية وملاكها والشركات الموجودة فيها يترقبون بحذر شديد ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة مع بدء انقطاع الكهرباء بشكل متكرر يومياً أكثر من غيرهم.. فالارتفاع الشاهق للأبراج يجعل اعتمادهم علي الأسانسيرات حتميا لا بديل عنها وإذا انقطعت الكهرباء وتعطل المولد البديل لأي سبب فسوف تحدث كارثة . أصحاب وسكان الأبراج العالية يطالبون شركة الكهرباء بعدم فصل التيار عنهم لخطورة ذلك علي حياتهم وأطفالهم . يقول علي إمام إن ساكني الأبراج السكنية الشاهقة الارتفاع يعيشون مأساة حقيقية حيث يضطرون في بعض الأوقات إلي البقاء في بيوتهم رهن الاقامة الجبرية أو الانتظار خارجها قهراً لاستحالة الهبوط أو الصعود بالسلالم في حالة تعطل مولد الكهرباء. أما د. محمد عذيري فيقول: مع كثرة ما يتردد عن زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربي بحلول فصل الصيف وعدم صمود المولدات الكهربية وعجزها عن العمل بسبب عدد السكان الكبير في كل برج قد يؤدي إلي مأساة حقيقية نندم بسببها علي السكن بهذه الأبراج. وهو ما قد يضطرنا لتغيير محل الإقامة إذا ما زادت ساعات فصل التيار الكهربي. تشير كريمة "عضوة اتحاد ملاك برج 6 عمارات المقاولين العرب بكورنيش النيل" إلي أن انقطاع الكهرباء ينبغي ألا يزيد علي ساعة واحدة خصوصاً في الأماكن ذات الأبراج السكنية العالية وأن يسبقه إعلان يحدد ساعة الانقطاع لتفادي العشوائية والارتباك. فمعظم أجهزة المنازل تعمل بالكهرباء وهناك أطفال في كل منزل ولابد من وسائل تهوية حتي لا يصيبهم الحر الشديد أو الاختناق بالأذي. يقول السفير علي البخاري "برج الدبلوماسيين رقم 5 بالمعادي": المبالغ الشهرية التي يقوم اتحاد ملاك البرج بتحصيلها أصبحت عبئا ماديا علي السكان. لكن في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء فنحن مضطرون لذلك لعمل الصيانة المستمرة للمولدات الكهربائية اللازمة لعمل المصاعد ولتوفير مبلغ لشراء مولد احتياطي. يوضح علي العيسوي "طالب" أنه يسكن في الطابق السابع عشر انه لا يتمكن في أوقات كثيرة من الذهاب للمدرسة أو الدروس الخاصة بسبب عدم انتظام عمل المصاعد لانقطاع الكهرباء ويستحيل الصعود أو الهبوط بالسلالم وهو ما يؤثر سلباً علي تحصيله لدروسه. يؤكد عزت رسمي مشرف عمارة ان ارتفاع البرج 42 طابقاً علي شقتين ولا يوجد وسيلة لصعود السكان إلي شققهم سوي المصاعد ويتسبب انقطاع الكهرباء في حالة طوارئ مستمرة من صيانة وتوفير سولار للمولدات وغيرها. يري السيد شعبان رئيس اتحاد ملاك برج 7 بعمارات المقاولين العرب بالمعادي ان الانقطاع المستمر دون تنسيق يؤدي لمشاكل كبيرة للأسانسيرات لكثرة أعطال المولدات الكهربائية ورغم التعاقد مع إحدي الشركات المتخصصة لإصلاحها وصيانتها فإنها لا تضيء سوي مدخل العمارة فقط فضلاً عن مشكلة توفير السولار. يقول حسن عبدالنبي حسين مندوب بشركة المقاولون العرب لقطاع الكهرباء أعمل في هذه الأبراج منذ إنشائها عام 1977 ولم تمر مصر طيلة هذه السنوات بمثل هذه الظروف من انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي متكرر. حذر حسين شركة الكهرباء من فصل التيار عن هذه الأبراج حتي لا يتعرض مئات الأسر لكارثة وخصوصاً الأطفال. يطالب مجدي محمود "رجل أعمال" بتحديد موعد مسبق لفصل الكهرباء عن الأبراج السكنية علي ان يكون بين الواحدة والثالث ليلاً حيث يقل استخدام المصاعد في هذه الفترة. يشكو سالم محسن تاجر تعطل الكهرباء منذ أسبوع حيث كانت والدته مريضة جداً واتصل بالاسعاف فجاءته ولكن المسعفين لم يتمكنوا من الصعود إلي حيث يقيم في الطابق ال 24 وظلت والدته تتألم لأكثر من ساعة ونصف الساعة دون ان يستطيع انقاذها. أما إبراهيم حسن عمر "صاحب محل كوافير سيدات" فيقول: أصبحت لا أعمل بصفة منتظمة نظراً للانقطاع المستمر للكهرباء وأتعرض لمواقف حرجة مع الزبائن إذا انقطع التيار فجأة أثناء العمل لاعتماد معظم أدواتي علي الكهرباء. يقول أحمد الشبراويشي مدير إحدي الشركات بأبراج المعادي ان معظم الشركات الكبري والتوكيلات التجارية داخل البرج تعتمد علي الكهرباء بشكل تام في انجاز أعمالها ومن ثم يؤدي الانقطاع المستمر للكهرباء في تكبدها خسائر كبيرة وعزلها عن العالم الخارجي رغم أنها تدفع فواتير كهرباء مضاعفة محملة بخدمات وهمية وهو ما يؤثر سلباً علي الاقتصاد المصري ويعطي انطباعاً سيئاً عن مصر بالخارج ولابد من ايجاد حلول سريعة .