تواصلت أزمة انقطاع التيار الكهربائى بالمحافظات، وسقطت، ليلة أمس، أول شهيدة جراء الأزمة، بعد وفاتها حرقاً نتيجة سقوط شمعة أشعلتها بمنزلها بدمياط بعد انقطاع التيار الكهربائى، فيما رصدت عدسة «الوطن» إضاءة المسئولين عن الكهرباء أعمدة الإنارة فى النهار فى المنيا، رغم قطع الكهرباء بالمحافظة ليلا لتخفيف الأحمال على المولدات. كانت ربة منزل تدعى «شيماء على النشار» قد أشعلت شمعة بعد انقطاع الكهرباء، وذهبت لتفقد أبنائها، ففوجئت بسقوط الشمعة على مفروشات المنزل، ما أدى لاحتراقه بالكامل ووفاتها أثناء محاولتها إنقاذ أبنائها، فيما أصيب نجلاها باختناقات. وعلى الفور، قطع أهالى مدينة عزبة البرج بدمياط طريق مجلس المدينة، احتجاجاً على وفاة السيدة، وقال شهود عيان إن الأهالى اعتدوا على سيارات المطافئ التى قدمت متأخرة ودون مياه نتيجة انقطاع الكهرباء. وحاصر الأهالى مجلس المدينة وهتفوا ضد حكم الإخوان، مهددين بتصعيد احتجاجاتهم، فيما بادرت قيادات الأمن بالتفاوض مع الأهالى لإقناعهم بفتح الطريق. من جانبه، قال أشرف صالح، منسق الحركة الشعبية للتغيير وأحد أبناء عزبة البرج، إن ما حدث يعد كارثة بكل المقاييس وإهمالاً لا يجوز السكوت عنه، مشيراً إلى تقدمهم ببلاغ ضد قائد الدفاع المدنى بدمياط لمسئوليته عن الإهمال بمطافئ عزبة البرج، مهدداً بالتصعيد السلمى. وتساءل محمد شبارة، مسئول الطلاب بالتيار الشعبى، إذا كان يتم انقطاع التيار الكهربى يومياً بهذه الصورة فى محافظة مثل دمياط فى بداية الربيع، فماذا سيحدث فى فصل الصيف الذى يعد موسماً لصناعة الأثاث؟ وطالب بمحاسبة كل المسئولين عن واقعة وفاة سيدة بعزبة البرج محترقة بسبب انقطاع التيار الكهربى. وفى بنى سويف، واصل التيار الكهربائى مسلسل انقطاعه فى مدن وقرى المحافظة بشكل يومى، ساعة على الأقل صباحا ومثلها مساء. وهدد أهالى القرى، التى يتم قطع الكهرباء بها ساعتين على الأقل كل مرة، بقطع الطرق والتظاهر أمام مبنى المحافظة، تنديداً بسياسة شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء. وعاشت سوهاج، ليلة أمس، وسط ظلام دامس، بعد قطع الكهرباء طوال الليل عن أكثر من 60% من قرى ونجوع المحافظة، بسبب الرياح الشديدة وسوء الأحوال الجوية. وفى الوقت الذى استمر قطع التيار الكهربائى على جميع قرى ومراكز محافظة المنيا بالتناوب لتخفيف الأحمال، رصدت «الوطن» إضاءة كشافات أعمدة الإنارة بمدينة قنا، وطالب المواطنون بمحاسبة رئيس قطاع توزيع الكهرباء، وإقالته، بسبب إهدار الكهرباء فى إضاءة أعمدة المدينة نهارا، فى حين أن هناك مناطق تعانى من انقطاعها، وأدى انقطاع التيار الكهربائى فى قرى فرشوط إلى قطع المياه لعدة ساعات لعدم وجود كهرباء لمواتير رفع المياه. وقال مؤمن محمد، موظف بمستشفى الصدر بقنا، إن انقطاع التيار تسبب فى توقف جلسات التنفس الصناعى للمرضى، الأمر الذى يمكن أن يعرض حياة عشرات المرضى بضيق التنفس للخطر، موضحاً أن مولد الكهرباء بالمستشفى معطل. كما عاشت قرية الفحيرة ليلة أمس فى ظلام دامس، نتيجة انفجار المحول الكهربائى فور وصول التيار الكهربائى بعد ساعة من انقطاعه. إلى ذلك، تواصلت ظاهرة انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة بمحافظة القليوبية، حيث تشهد معظم قرى المحافظة بداية من الساعة السادسة مساء كل يوم انقطاع التيار الكهربائى، بالتبادل فيما بينها. وأقبل الأهالى على الاستعانة بالشموع والمولدات الكهربائية وأجهزة الكشافات، ما أدى لرفع أسعارها، وهدد أهالى قرية ميت نما التابعة لمركز قليوب بقطع طريق مصر إسكندرية الزراعى، بسبب معاناة القرية من قطع التيار الكهربائى بها لمدد طويلة. وتسبب انقطاع التيار فى بعض القرى فى انقطاع المياه وإتلاف المأكولات واللحوم والدواجن، وتعطل المخابز البلدية، ما أدى إلى إتلاف «العجين» وتكدس المواطنين أمام الأفران.