* يسأل حلمي السوهاجي مسئول التنظيم بالحزب الجمهوري الحر بالعامرية: ما معني قوله تعالي "ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون". ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من الأزهر الشريف: المعني أن من الأدلة علي حكمته تعالي وقدرته علي البعث والمجازاه والمنام بارادته تعالي فيه من الحكم استراحة للقوي النفسانية وتقوية للقوي الطبيعية والابتغاء من فضله ورزقه بعد استراحة وتقوية للقوي الطبيعية فيكون السعي بنشاط وقوة بعد الاستجمام والاستراحة وفي ذلك رحمة للعباد ولطف بهم حيث تناوبوا الكد والعمل والراحة والسكون فأمكنهم مواصلة السير إلي منتهي آجالهم والمراد من قوله تعالي "ومنامكم بالليل" أي ومن آياته جعل لكم الليل والنهار للعمل والاستراحة ويكون المعني منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم فإن ذلك دال علي قدرته وكون القيلولة وقت الظهيرة عادة اكثر الناس ولكن تحصيل الرزق غير قاصر علي النهار فمن الناس من يحصلون ارزاقهم بالليل كرجال الأمن وأهل القوافل والكلام علي سبيل اللف والنشر "منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار ولكنه عطف النهار علي الليل وفضل بهما بين المنام والابتغاء وهو علي ما فيه من التوزيع ويشير إلي أن النوم وإن اختفي بالليل فهو صالح بالنهار وأن الابتغاء وإن اختص بالنهار فهو صالح بالليل ويؤيد هذا أن في ذلك المذكور من المنافع بارادته تعالي في الليل أصلاً وفي النهار فرعاً. ومن ابتغاؤكم من فضله وفي التعاقب بين العمل والراحة لدلالات علي حكمته تعالي ورحمته وقدرته علي البعث فإنه نظير اليقظة بعد النوم وهذه الدلالة تحصل لقوم يسمعون سماع تفهم وتبصر بدون احتياج إلي تعمق فإن الحكمة فيه ظاهرة جلية "ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً" بمعني ومن الحجج الدالة علي كمال قدرته تعالي وعلي البعث والمجازاة رؤيتكم البرق وانزال المطر من السماء ووجه كون البرق آية إن السحاب ليس فيه إلا الماء والهواء فخروج النار منهما بحيث تحرق الجبال في غاية البعد عادة واذن فلابد علي خالق قادر علي جميع مايشاء ومعني خوفاً أي خوف من الإهلاك والمعني يريكم البرق فترونه خوفاً وطمعاً فإن الرؤية والخوف والطمع من افعال العبد أي يريكم البرق اراده خوفكم وطمعكم ويريكم البرق حال كونكم خائفين طامعين "وينزل من السماء ماء" ومن آياته انزاله تعالي المطر من جهة السماء وهي السحاب فيحيي بذلك المطر الأرض اليابسة المتجردة من الزرع فتنبت وتحيا بالنبات والقادر علي احياء الأرض بعد موتها قادر علي بعثكم أحياء بعد قولكم إن في ذلك المذكور من إيرانه البرق خوفاً وطمعاً ومن انزل المطر لإحياء الأرض والنبات لدلائل وبراهين علي تفرده بالوحدانية وتمام قدرته لقوم يعقلون.