بالدموع والنحيب والسواد. عبرت أسرتا مفتشي تموين البحيرة محمود عربود وعبدالمجيد شهاب اللذين لقيا مصرعهما بوابل من الرصاص صباح الاثنين الماضي علي أيدي شقيقين من أصحاب المخابز بالدلنجات.. عن الفاجعة التي ألمت بهم وأطاحت بالابتسامة التي رسمها الفقيدان علي وجوه أبناء الأسرتين. تحدث أفراد الأسرتين ل "المساء" وطلبوا عدم نشر أي صور لهم. يقول عبدالمقصود محمد عربود والد الشهيد محمود عربود: رزقني الله بسبعة من الأبناء منهم ثلاثة ذكور أكبرهم "محمد" ويعمل كهربائي. و"محمود" الذي استشهد في الحادث الإجرامي. و"أحمد" بدون عمل. وأربع بنات. يسكت لحظات ليعود بعدها للحديث بصوت مرتفع قائلاً: عاوز أقولك الشجرة بتاعتي لم يكن بها سوي فرع واحد هو اللي بيطرح. وده كان ابني محمود مفتش التموين اللي كان بيضلل علي كل الفروع. ويتساءل عن حق ابنه. أضاف: لازم الدولة تعامل ابني علي أنه شهيد. وتعطي لأسرته كل حقوقها. ويقسم بالله أن نجله كان شريفاً ولو أراد أن يغير ذمته لحصل علي مئات الآلاف من الجنيهات. ولكنه كان يعيش بالحلال ويتغطي بستر الله. أما أحمد خميس الفار "ليسانس آداب" نجل شقيقته فيقول: لي شقيق آخر "محمد" بالصف الأول الثانوي وبعد وفاة والدي كان خالي "محمود" هو الذي يرعاني أنا وشقيقي ووالدتي. فكان عطوفاً دائماً معنا لم يميز يوماً بيننا وبين ولديه "محمد" و"عمر". يشير إلي أن خاله محمود له شقيقة مطلقة ومعها ولد وبنت وأنه رحمه الله هو الذي كان يتكفل بهم أيضاً بالإضافة إلي والده المسن. وفي منزل الشهيد عبدالمجيد عبداللاه شهاب قالت ابنته الكبري "صيدلانية" ومتزوجة رفضت ذكر اسمها: لي ثلاث شقيقات أكبرهن بالسنة الدراسية الأخيرة بكلية الطب البيطري. وسوف تتخرج قريباً وشقيقة بالصف الثالث الثانوي والأخري بالثاني الإعدادي. وتؤكد أنهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً وأن وفاة والدها تركت لهم جبالاً من الأحزان لا يستطعن حملها في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. تطالب بضرورة اعتبار والدها من الشهداء حتي يتسني لهم الاستفادة بالمعاش الذي يساعدهم علي تحمل أعباء الحياة. وتؤكد أن والدها كان مثالاً للشرف والأمانة وأن جميع خطوط السير التي كان يقوم بها علي رأس حملات لمراقبة إنتاج خبز الغلابة لم يكن يعلم بها أي شخص من العاملين الذين سوف يرافقونه بالمأمورية. وكان ينطبق علي جميع أفراد أسرته الذين لا يعرفون أي شيء عن الجهة التي سيذهب إليها والدهم. من ناحية أخري وافق المهندس أسامة كمال وزير البترول علي توفير فرصة عمل ل "عمر" ابن الشهيد محمود عربود مفتش التموين الذي لقي مصرعه في الحادث الإجرامي بإحدي شركات البترول. ووافق المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة علي تعيين نجل الشهيد الثاني "محمد" بمشروع المحاجر والبناء بالمحافظة.