إذا كانت الأنفاق بين مصر وقطاع غزة تعد خطراً علي الأمن القومي المصري فإن المسارب والدروب الصحراوية التي تربط بين مصر وليبيا بعيداً عن منفذ السلوم الشرعي تعد خطراً أكبر علي حدود مصر الغربية وأمنها القومي وخاصة المنطقة التي تربط بين سيوة المصرية وواحة جغبوب الليبية والتي تقع علي مسافة 213 كيلو متراً جنوب غرب السلوم وحوالي 106 كيلو مترات شمال غرب سيوة وهي واقعة في منخفض مساحته نحو سبعة كيلو مترات في ثمانية كيلومترات ويحده من الشمال هضبة ليبيا ومن باقي الجهات تلال رملية طويلة. وتغطي السبخة مسافة نحو ثمانية كيلو مترات من مدخل المنخفض والمرعي وفيرة وتأخذ الأرض في الارتفاع حتي تصل إلي بلدة جغبوب نفسها الواقعة علي بعد 22 كيلو متراً من مدخل المنخفض وعلي ارتفاع نحو 100 قدم فوق سطح البحر وتقع الواحة علي أرض رملية مرتفعة في وسط صخور متفرقة. وكل الطرق الموصلة إلي الواحة تحمل اسم مسرب الإخوان نسبة إلي الإخوان السنوسيين وهي مركز للقوافل والطرق الواصلة إلي مختلف الواحات كجالو وأجلو والكفرة وسيوة وهذه الطبيعة الجغرافية يعلمها الكثير من سكان الصحراء وقد اسيئ استخدامها في الفترة الأخيرة لطرق للتهريب غير الشرعي لكل أنواع الأسلحة والمخدرات والسجائر غير الصالحة الجمارك ولعل ما تقوم به القوات المسلحة من ضبط في الأيام الأخيرة خير دليل علي ذلك. أكد أحد القادمين من المنطقة الحدودية غرب سيوة وشرق جغبوب أن المهربين اتخذوا من المنطقة سوقاً لهم في قلب الصحراء يلتقون مستخدمين فيه سيارات الدفع الرباعي وأجهزة الاتصالات من نوع "الثريا" لتنفيذ عمليات التهريب والتي لا تستطيع قوات حرس الحدود المصرية من ضبطهم لأنه حال رصدهم يتم عودتهم للأراضي الليبية وان طاردت القوات الليبية المهربين يدخلون الأراضي المصرية.