اختطلت دموع الفرح والحزن في وداع السجينات لأطفالهن بعد انتهاء الحفل الذي أقيم في سجن القناطر الخيرية بمناسبة عيد الأم تنفيذاً لتوجيهات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وتحت رعاية اللواء محمد ناجي مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون حيث تضمن الحفل فقرات فنية وترفيهية وتوزيع الهدايا علي السجينات وأطفالهن. كانت اللحظات التي انتظرت فيها السجينات أطفالهن المودعين لدي المؤسات الاجتماعية والأسر البديلة لحظات مفعمة بالمشاعر وكانت الأمهات تراقبن الأبواب ولا تكاد الرموش تتلامس من شدة الشوق إلي رؤياهم الأمر الذي يؤكد ان الأم هي الأم بكل مشاعرها ولو كانت سجينة وهي الغريزة التي وضعها الله في كل أنثي إلا من تلك الحالات الشاذة التي ظهرت مؤخراً في قتل الأمهات لفلذات الأكباد. "المساء" حرصت علي استطلاع رأي بعض السجينات في الاحتفالية وشعورهن عند استقبال الأطفال ففي البداية أكدت "نجاة. ع.م" المسجونة في قضية اتجار مخدرات والتي استقبلت طفلها أحمد ان صورة ابنها المودع إحدي المؤسسات وأخواته سامية ومحمود لا تفارقها ليل نهار وأنها كانت في انتظار الابن في لهفة وأنها لا تستطيع ان تفرق بين دموعها لاستقباله أو لندمها علي ما فعلت وأصبحت بعيدة عن أطفالها الثلاثة. قالت "هانم. س.س" والتي استقبلت طفلتها الوحيدة ندي إنها حزينة لابتعاد طفلتها عن حضنها وأنها نادمة علي المشاركة في المعركة التي نشبت بين أسرتين كانت السبب في دخولها السجن فيما أكدت "روحية.ع.ق" التي استقبلت ابنتيها نور وناهد ان الحكم عليها بثلاثة أعوام والتي تسببت في حرمانها من بناتها علمها درساً لن تنساه وهو ان السير في طريق الخطأ تكون نهايته السجن. أما سلمي "6 سنوات" التي حضرت لزيارة والدتها "دولت. ع.ع" فقالت نفسي أمي ترجع البيت وتعيش معانا وأنا كل يوم أبكي لعدم وجودها معي.. فيما أشارت "دعاء" إلي أنها حضرت لزيارة والدتها "نوارة .م.م" وأن أمها بتوحشها كل يوم وأبكي لأني نفسي أشوفها كل يوم. أما عن فقرات الحفل الذي شارك في تنظيمه عدد من مؤسسات المجتمع المدني لدعم المشاركة المجتمعية لنزلاء السجن منها مؤسسة مصر الخير وجمعية رعاية أطفال السجينات ونادي ليونز دجلة المعادي وذلك لمشاركة النزيلات فرحتهن بالاحتفال بهذه المناسبة كما ساهمت وزارة الثقافة بعدد من الفقرات الفنية التي أدخلت البهجة علي قلوب السجينات وأطفالهن. أكد اللواء محمد ناجي فؤاد مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون ان الاحتفالية تقام امتناناً لما قدمت الأم من تضحيات في سبيل تربية أبنائها والتي يمكن ان يكون هذا سبباً في الحكم عليها وإبعادها عن أسرتها والمجتمع لفترة من حياتها داخل السجون. قال إنه تم الاستعداد لهذا الحفل ووضع برنامج يتناسب وهذا الحدث بالتنسيق مع إدارة الإعلام والعلاقات بالقطاع والاستعانة بكافة الإمكانيات المتاحة للسجون وكذا التنسيق مع قصور الثقافة التي قدمت فقراتها الفنية. صرح العميد محمد عليوة مدير إدارة الإعلام والعلاقات بمصلحة السجون ان مساعد الوزير لقطاع السجون اللواء محمد ناجي وافق علي صرف 50 جنيها لكل أم من السجينات الحاضنات و25 جنيهاً لكل أم غير حاضنة بهذه المناسبة كما تم توزيع الهدايا علي الأمهات والأطفال ومضاعفة المقرارات الغذائية والسماح لهن بتلقي الأطعمة والهدايا مع الزائرين الذين حضروا للمشاركة في هذه المناسبة. قال إن هناك كوكبة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وعدد من الشخصيات العامة حرصوا علي حضور الحفل ولقاء السجينات والتأكيد لهم ان الجميع يبذلون الجهد من أجل عودة جميع نزلاء السجون سواء سجينات أو سجناء إلي الحياة أشخاصاً قادرين علي الانخراط والمساهمة في الإنتاج واستقرار الوطن.