أثار قرار الجنة التشريعية بمجلس الشوري الخاص بإلغاء الحظر علي استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات حالة من الخوف بين الخبراء والسياسيين من انتشار الفرقة بين أفراد الشعب المصري وأنه سيفتح مجالاً إلي القضاء علي وحدة الدولة المصرية التي تمتاز بها عن سائر الدول الأخري. انتقد الخبراء إلغاء الحظر لأنه مخالف للمعايير الدولية للانتخابات التي تحظر استخدام أي شعارات تؤدي إلي التمييز علي أساس الجنس أو الأصل أو الدين مؤكدين أن هذا الإلغاء هو تكريس للدولة الدينية وسيدخلنا في اللا دولة واللا قانون واللا دستور لأن كل تيار سياسي سيرفع شعاره ووقتها سنشاهد شعارات تفرق المصريين مثل "الإسلام هو الحل" و"المسيحية هي الحل" و"الشيوعية هي الحل" وهو ما سيرفضه المسلمون قبل غيرهم. يقول القيادي اليساري عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وعضو جبهة الإنقاذ الوطني إن الأمر طبيعي لأن مجلس الشوري معظم أعضائه ينتمون إلي تيار الإسلام السياسي ولهذا يريدون إلغاء حظر استخدام الشعارات الدينية حتي يتم السماح لهم باستخدام الآيات القرآنية وبالتالي اللعب في عقول الناخبين. أضاف ان هذا يتعارض مع المنافسة الشريفة لأنها ستصبح غير متكافئة ولأن هذا مخالف للمعايير الدولية للانتخابات التي تؤكد علي البعد علي أي استخدام للشعارات القائمة علي الجنس أو الأصل أو الدين.. مؤكدًا أن الانتخابات ليس لها علاقة بتدين الأشخاص لأننا نختار المرشح فقط لأنه قادر علي خدمة ناخبيه وليس لأنه أكثرهم تدينًا. تناقض وازدواجية يقول د. صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة إن حظر الشعارات الدينية في الانتخابات فيه تناقض وازدواجية لأننا كيف من الأساس سنسمح باستخدام الشعارات الدينية ونحن لم نسمح بقيام أحزاب دينية. أضاف: إذا وافقنا علي إقامة أحزاب دينية ساعتها سيكون من المنطقي استخدام الشعارات الدينية لأن برامج هذه الأحزاب ستكون دينية. أشار د. العالم إلي أنه من الأفضل عدم توظيف الشعارات الدينية في الحملات الانتخابية حتي يكون أساس المواطنة هو الفيصل بين المرشحين السياسيين وأيضًا الأحزاب السياسية وليس التدين. أضاف وكيل مجلس الشعب السابق أشرف ثابت نائب رئيس حزب النور انه يجب علينا احترام اللوائح والقوانين والالتزام بها ومادام ان مجلس الشوري بصفته المنوط بالتشريع قد اتخذ القرار المنظم للعملية الانتخابية وجب علينا الالتزام. قال: علي القوي السياسية الالتزام مادام هذا القرار ليس مخالفا للدستور منوهًا إلي أنه لم يطلع علي القرار حتي الآن ولكن في كل الأحوال سنلتزم بأي قرار يصدر من مجلس الشوري. مجرد اقتراحات يقول محمود عامر أمين عام حزب الحرية والعدالة بالجيزة: كل هذا مجرد اقتراحات ولم ينزل القانون بعد للمناقشة في مجلس الشوري وبالتالي في كل الأحوال سنعمل بالشعار "الإسلام هو الحل" إذا أقر المجلس إلغاء الحظر وإذا لم يلغ سنعمل بدون الشعار. أضاف: نحن كحزب سنلتزم بما يقره مجلس الشوري لاننا نحترم القانون ونحن نؤكد علي وجودنا في الشارع بين أفراد الشعب المصري الذي يهمه من يخدمه وليس من يحادثه من أبراج عاجية. النائب معتز عبدالخالق عضو مجلس الشوري عن حزب الوطن يري أن مسألة تسويق الناخب باستخدام شعارات دينية يساعد علي حدوث مشاحنات ويظهر الفرقة.. مؤكدًا أن الممارسة السياسية مكفولة للجميع. أضاف اننا أيضًا لن نقبل لغير المسلمين أن يستخدموا كلاما من الإنجيل أو التوراة خلال حملاتهم الانتخابية وبالتالي نحن لا نقبل استخدام الشعارات الدينية لأنها ستكون مثارا للفتنة ودعوة للفرقة والأولي بنا أن ندعو الناخبين إلي استخدام الشعارات السياسية فقط للتأكيد علي المواطنة وحفاظا علي هيبة وقيمة الشعارات الإسلامية. البدري فرغلي النائب السابق بمجلس الشعب عن حزب التجمع يؤكد أن إلغاء الحظر عن الشعارات الدينية في الانتخابات هو إلغاء لمدنية الدولة وفرض لسيادة الدولة الدينية وهذا يعني تمزيقا للوطن وانتشارا للتطرف الديني من جميع الأطراف. تساءل فرغلي: كيف تعود الشعارات الدينية في ظل قوانين تحظر قيام الأحزاب الدينية من الأساس؟! مؤكدًا أن إلغاء الحظر سوف يحول المساجد من أماكن للعبادة إلي مقرات للأحزاب وسندخل في حالة من الاستقطاب الديني يؤدي إلي تمزيق المجتمع المصري إلي مسلم ومسيحي وأيضًا مسلم وكافر. أشار فرغلي إلي أن هذا الإلغاء يساعد علي نحو الأفكار المتطرفة واستبدال الحياة السياسية بحياة دينية. يقول المفكر القبطي جمال أسعد النائب الأسبق بمجلس الشعب إن من يريد إلغاء الحظر علي استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات سوف يدخلنا في اللا دولة واللا قانون واللا دستور وهذا سيؤدي إلي أن يعمل كل تيار وفصيل سياسي ما يحلو له وهذا سيؤدي إلي تمزيق الوطن. أضاف أن هذا سوف يدخلنا في حروب أهلية لا محالة ولأننا سنسمع شعارات دينية مثل "الإسلام هو الحل" و"المسيحية هي الحل" و"الشيوعية هي الحل" وبدلاً من أن نواجه ثورة الجياع التي أصبحت علي الأبواب سندخل حربًا أهلية يريدون تقنينها. رحب د. خالد السعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية وعضو الهيئة العليا لحزب الشعب بقرار حظر استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات مؤكدا انه لا بأس من ذلك ولكن بشرط أن تكون هذه الشعارات صادقة وعدم استخدامها كوسيلة للوصول للأهداف دون العمل بها أو المتاجرة بها. وعند سؤاله: هل ستوافق إذا ما رأيت قبطيًا يرفع شعار "المسيحية هي الحل" قال لا مانع مادام انه يستطيع إقناع الناخبين بذلك. المستشار د. بهاء الدين أبوشقة نائب رئيس حزب الوفد يري أن الشعارات الدينية يجب أن تكون بعيدة تماما عن السياسة وعن الانتخابات لأن ربط السياسة بالدين قد يترتب عليه شعارات دينية غير مستحبة في نفوس الشعب المصري المتدين بطبعه. أضاف ان السياسة لها دروبها وفنونها وأساليبها والتي يجب أن ننأي بالدين بقدسيته وترسخه في نفوس المصريين بعيدًا خاصة أن الدين يقوم علي المبادئ والمثل العليا في حين أن السياسة ليس كذلك والدليل أن من أهم مبادئ السياسة "الميكافللية" المبدأ الذي يقوم علي أن الغاية تبرر الوسيلة وهذا يصطدم تمامًا مع الدين الذي يقوم علي الضمير والمعاملة الحسنة والعقل.