يارب مصر تكسب هذا الهتاف البسيط يغرد الآن علي ألسنة معظم الشعب المصري الشعب الذي يهتم بالرياضة أو الذي يهتم بكرة القدم بصفة خاصة أو حتي بالسياسة. يارب مصر تكسب نقولها اليوم قبل ان يلتقي منتخبنا الوطني ونظيره الزيمبابوي في الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم لقاء يشهده في السابعة مساء استاد برج العرب الذي أصبح بين يوم وليلة محط اهتمام وبيت عائلة كرة القدم في مصر بعد ان ظل قرار الافراج عنه واستقباله للمباريات حبيس الأدراج لفترة طويلة ولكنه فتح رغم أنف الجميع بفعل الثورة بل وبات الأكثر أماناً. لقاء مصر وزيمبابوي يترقبه المصريون والأفارقة لأنه يحدد لمدي بعيد فرص الفراعنة في بلوغ مونديال البرازيل الفوز أولاً يحافظ لمصر علي صدارة مجموعتها المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط ويبتعد بخمس نقاط عن أقرب منافسيه غينيا صاحب المركز الثاني برصيد أربع نقاط والذي سبق لمصر ان فازت عليه في ملعبها 3/2 وسيكون الفوز عليه في القاهرة ضماناً لبلوغ الدور الأخير أما زيمبابوي فسيظل في قاع الجدول برصيد نقطة تطيح به من السباق ولا أعتقد أن موزمبيق صاحب النقطتين سيكون عنيداً لأي فريق وكان منتخبنا قد فاز عليه 2/صفر. نقول يارب مصر تكسب لكي نصل لكأس العالم ونحقق حلماً لم نره علي أرض الواقع إلا مرتين الأولي عام 1934 والثانية عام 1990 أما المرة الثالثة فإنها تعاند معنا بشكل كبير حتي اننا حققنا اللقب الأفريقي ثلاث مرات متتالية ولم نبلغ كأس العالم ولو مرة ولكن هذه المرة نري الحلم يقترب برغم كل الظروف التي تمر بها مصر ونثق في أن أعظم الانتصارات تأتي من رحم المعاناة ولذلك ووسط سخونة الثورة حققنا فوزين في بداية المشواروحققنا انتصارات ودية كان آخرها علي قطر قبل ان نعود لنخسر من قطر وكوت ديفوار ونيجيريا بعد عودة النشاط إلي ان حققنا الفوز الطريف علي سوازيلاند بالعشرة. يارب نكسب كلمة تقولها أسرة وجماهير كرة القدم لأنها ستنعش آمال اللعبة وتدفعها للأمام ويقولها الرياضيون لعلمهم ان كرة القدم هي الحصان الذي يجر كل الرياضات خلفه. يارب مصر تكسب كلمة يقولها أهل السياسة لأن الفوز سيعيد الابتسامة لشفاه الشعب ويقطع المعاناة ويوقف سيل الدماء ولو بشكل مؤقت قد يكون سبباً في التفاف الشعب حول نفسه مثلما تلتف الكرة حول نفسها. نعم هناك من يقول يارب مصر "متكسبش" وهؤلاء لا نريدهم ونحن نعرفهم جداً ونعرف أنهم لايريدون خيراً لمصر ولا لشعبها ونراهم كل يوم يشعلون نار الفتنة بين الناس وهؤلاء لا علاقة لنا بهم. نعود للقاء اليوم ومعه نتذكر مأساة الطوبة الشهيرة التي ألقاها أحد المتفرجين وحرمت منتخبنا من الوصول للمونديال بشكل كبير بعد ان كتب الحكم العملاق ديرامبا في تقريره أنه أكمل اللقاء تحت ضغط فأعيدت المباراة وخسرنا وضاع الفوز الكبير الذي حققناه في مصر بهدفي أشرف قاسم والعميد حسام حسن في مرمي الحارس الكبير وقتها جروبيلار ولذلك لا أستبعد ان يكون المصريون في حالة تربص للثأر من هذا المنتخب. ولكن الشيء المخيف ان مصر حالياً تعيش عصر الطوب الذي يسقط الناس الواحد تلو الآخر ولو أن مجنوناً فعلها وألقي طوب وهرب سيطيح بالفرصة ووقتها لن يقول الحكام إنها ظروف مصر الطارئة ولو قال الحكم ذلك لن يسكت مسئول زيمبابوي الذين يتلككون من فترة ولذلك فإننا نعول علي الجماهير الواعية في أن تقف بالمرصاد لكل من يحاول افساد الفرحة التي انتظرناها. نعم فرحة الفوز أراها وأشعر بتفاؤل كبير ليس لأننا نحلم بخطوة تدفعنا للمونديال ونقاتل لكي نخطو هذه الخطوة ولا لأن المباراة في ملعبنا ووسط جماهيرنا ولكن لأننا نملك فريقا قوياً يضم مجموعة من أفضل اللاعبين في تاريخ مصر ويلعبون علي البطولات التي تعودوا عليها وفي مقدمتهم أبوتريكة ووائل جمعة وحسني عبدربه وعبدالواحد واكرامي وأحمد عيد ومعهم أحمد فتحي والمحمدي وعبدالشافي وعاشور وعبدالله السعيد وجدو وتمساح والصاعدون محمد صلاح والنني ومحمد إبراهيم وعمر جابر. لدينا جهاز فني محترم طموح محب لعمله صبور متماسك له مبادئه بقيادة الأمريكي بوب برادلي وضياء السيد وزكي عبدالفتاح لدينا جماهير مصر "بتاعة زمان" الجماهير التي تدخل الاستاد للتشجيع الرياضي ثم تعود لعملها دون مشاكل. الكل يعلم ان فوز مصر سيكون تاريخياً لأنه سيكون لأول مرة تسير في مشوار التصفيات دون توتر أو حسبة برما وننتظر نتائج الآخرين اليوم الكلمة بين أيدينا. الكل يعلم أيضاً ان كرة القدم محترمة تحترم من يحترمها وتعطي من يعطيها وتحدد علاقتها من يلعبها خلال 90 دقيقة وحقيقة يدركها هذا الجيل من اللاعبين الذي يصعب علي برادلي ان يختار من بينهم تشكيل اليوم وان كانت هناك أسماء لا يمكن إغفالها علي النحو التالي. عبدالواحد السيد وأمامه أحمد فتحي ووائل جمعة وآدم العبد وعبدالشافي وفي الوسط دفاعاً حسني عبدربه والنني وهجوماً أبوتريكة ومحمد صلاح وعبدالله السعيد وجدو. ولكن هناك تشكيل بديل بالكامل وهو اكرامي والمحمدي ومحمد نجيب وأوكا وشديد وحسام عاشور ونورالسيد وأحمد عيد ومحمد ابراهيم وتمساح وأحمد مكي. ومنتخبنا يلعب بالطريقة البرشلونية التي تعتمد علي الطاحونة الهجومية فلا تعرف من أي يأتي الهدف هل من رأس الحربة أم من المهاجم القادم من الخلف أو بقذفة بعيدة المدي أو بتمريرة ماكرة. الفريق الزيمبابوي ليس بالمخيف هكذا قال عنه مدربه كلاوس باجيلز الذي اعترف أنه يقوم ببناء فريق جديد من الشباب وأنه استبعد الكبار ومصر بالنسبة له منتخب قوي وله تاريخه وفرصة قوية وقد يظن أنها كلمات خادعة ولكنها بنسبة كبيرة حقيقية. أما برادلي فقال اللقاء صعب والفوز لا مفر منه ومنافسنا عرفناه جيداً وتاريخ مصر مع زيمبابوي لم يتوقف عند إلقاء الطوبة ولكن كان هناك 11 لقاء سابقاً خمس في تصفيات كأس العالم حققنا الفوز في ثلاث مرات وخسرنا واحدة وتعادلنا واحدة وفي تصفيات ألعاب أفريقيا خسرنا واحدة وكسبنا واحدة وفي أمم أفريقيا كسبنا واحدة وودياً حققنا الفوز مرتين تعادلنا مرة ولم يبق من آخر فريق لعب أمام زيمبابوي سوي أبوتريكة.