الصيدلة الإكلينيكية نوع من فروع علم الصيدلة حيث يقوم الصيدلي بتقديم الرعاية الطبية للمرضي داخل المستشفيات والعيادات. للتأكد من إعطاء التمريض الدواء بالجرعة والشكل والوقت المناسب بالتعاون مع الأطباء وأطقم التمريض للوصول للحالة المثلي وتجنب الأخطاء الدوائية. لا خلاف بين الأطباء والصيادلة علي ضرورة تطبيق وتقييم الصيدلة الإكلينيكية في مصر لفوائدها العظيمة من ترشيد في استهلاك الدواء وتقليل لمدة بقاء المريض بالمستشفي وتحقيق لمعايير الكفاءة والجودة. "المساء" استطلعت آراء الخبراء والمتخصصين في التحقيق التالي: يقول د. محمد أنور "صيدلي إكلينيكي بمعهد ناصر": الصيدلة الإكلينيكية منظومة مهمة جدا داخل المستشفيات لتجنب التداخلات الدوائية وآثارها الجانبية إلي جانب تحضير الدواء كالعلاج الكيميائي. فالقرار الذي يتخذه الصيدلي الإكلينيكي بخصوص كمية الجرعات ومواعيدها مبني علي أساس علمي مدروس. أكد أن فوائد الصيدلة الإكلينيكية عديدة أهمها ترشيد استهلاك الدواء وتوفير التكلفة للدولة وللمريض معا بتقليل مدة بقائه بالمستشفي وطالب بتوفير أماكن دائمة بالمستشفيات للحالات المجانية لمعالجة أعراض الدواء إلي جانب المرض الأساسي. ولصرف الجرعات الدوائية يوميا بدلا من صرفها اسبوعيا ولابد من الإشراف الصيدلي مرور الصيدلي الإكلينيكي مع التمريض وقت صرف العلاج حتي لا تحدث أخطاء كما كان الحال عند تحضير العلاج الكيميائي كل 12 ساعة من خلال التمريض الذي يعاني نقصا هائلا ليس في مصر وحدها بل في العالم كله ويتم تكليفه بمهام كثيرة إلي جانب عمله الأصلي. وهناك سلبيات عديدة في طريقة تدريس الصيدلة الإكلينيكية بمصر. توضح د. نهال عبدالخالق "صيدلي إكلينيكي بمعهد القلب" ان الصيدلي الإكلينيكي أحد أعضاء الفريق المعالج للمريض الذي يضع خطة علاجية اقتصادية وبعد تشخيص الطبيب للحالة يتم وصف الدواء بالاتفاق مع الصيدلي الإكلينيكي الذي يتولي وحده تحديد كمية جرعات الدواء ومواعيدها. تشير د. نهال إلي أنها واجهت صعوبات في بداية تطبيق الصيدلة الإكلينيكية بمعهد القلب منذ عام ونصف العام حتي جري اعتماد النظومة الإكلينيكية بشكل كامل وثمة توجهات بتعميمها في عدد من المستشفيات التي تحتاج لدعم كامل وآليات لتنفيذ قرار العمل بالصيدلة الإكلينيكية والاهتمام بدراستها وتطبيقها عمليًا. يؤكد د. سيد غزالة مدير مستشفي بولاق الدكرور ان منظومة الصيدلة الإكلينيكية مطبقة بالفعل في المستشفي وهي تختلف عن الصيدلة التقليدية التي تقتصر علي صرف الدواء حيث تتجاوز حدود هذا الدور بالمتابعة اليومية الدورية بصحبة الطبيب المعالج وتحديد الجرعات اليومية والإحاطة بتأثيرات جرعاته المختلفة زادت أو قلت ويتم الرجوع للصيدلي الإكلينيكي في مواعيد الدواء وكمياته. وإذا كان هناك دواء يحتاج لتركيبه. طالب د. غزالة بتعميم هذه المنظومة علي جميع المستشفيات وسد النقص في الصيادلة الإكلينيكية وأجهزة الكمبيوتر ووضع برنامج ينظم هذه المنظومة بمساعدة شركات الأدوية وتدريب خريجي الصيدلة وإرسالهم في بعثات خارجية للاطلاع علي مستجدات هذا المجال ومعرفة كيفية التطبيق علي أرض الواقع. أما الدكتور صلاح نصر "مدير مستشفي إمبابة العام سابقا" فأكد أن تطبيق الصيدلة الإكلينيكية يحتاج إلي توفير الإمكانيات اللازمة لتحقيق الجودة واتبعاث خريجي الصيدلة للخارج لاستكمال بحوثهم في هذا المجال. أضاف ان تطبيق الصيدلة الإكلينيكية في الصيدليات الخاصة أو خارج المستشفيات أن صعب إذ هي علاقة مباشرة بين الصيدلي والمريض ويكن البدء بالصيدليات المشهورة علي أن يصاحبها حملة إعلامية برعاية وزارة الصحة لتعريف المواطنين بأهية الصيدلة الإكلينيكية ودورها في تطوير الخدمات الطبية. يقول د. محمد طه "استشاري تخدير ونائب مدير مستشفي أم المصريين" ان جميع مستشفيات الخليج تعمل بنظام الصيدلة الإكلينيكية ان جميع مستشفيات الخليج تعمل بنظام الصيدلة الإكلينيكية لأهميتها وفائدتها الكبيرة التي تتجاوز مجرد إعطاء المريض الدواء الذي وصفه الطبيب إلي متابعة هذا المريض وإقناع الطبيب بأمور معينة تستلزمها حالته وثمة صعوبات في البداية لكن بتعميم هذه التجربة ستصبح هذه المنظومة أمرا طبيعيا ومهما داخل المستشفيات. يشير د. إيهاب صلاح "دبلوم صيدلة إكلينيكية بعين شمس" انه طبق نظام الصيدلة الإكلينيكية بصيدليته الخاصة مؤكدا أهميتها وفائدتها للمريض والطبيب والصيدلي ويأسف لعدم تطبيقها عميا داخل مصر بسبب مصالح بعض الأطباء المسيطرين علي وزارة الصحة في السفر للخارج وحضور المؤتمرات العلمية وتفويت الفرصة علي الصيدلي الإكلينيكي وأن بعض المحافظات طبقت الصيدلة الإكينيكية في مستشفيات مثل محافظة القليوبية "مستشفيات كفر سكر وطوخ المركزي والحميات" وجري اختيار 3 صيادلة من كل مستشفي للتدريب لكن اختيارهم خضع لاعتبارات سياسية. أشار د. صلاح إلي أن تطبيق الصيدلة الإكلينيكية بالصيدليات الخاصة ممكن عن طريق الإنترنت وإنشاء شبكة معلومات لتكون حلقة وصل مع الطبيب المعالج لمعرفة حالة المريض وظروفه اليومية وطبيعة عمله لتحديد الأدوية المناسبة لحالته وهو ما يتطلب وجود الصيدلي علي مدار اليوم. أضاف ان مشاركة الصيدلي للطبيب تساعد علي تلافي أخطاء الأطباء حديثي التخرج وصمام أمان ولابد للدولة أن تعدل القوانين لتفعيل تلك المنظومة وتعميمها في جميع المستشفيات. يقول د. أسامة رستم "رئيس القطاع التجاري بشركة إيبيكو للأدوية وعضو بغرفة صناعة الدواء" ان مصر تأخرت في تطبيق الصيدلة الإكلينيكية داخل مستشفياتها مقارنة بدول الخليج ونقابة الصيادلة تتبني هذا الأمر لتحسين مستوي الخدمة الطبية تجنبا للأخطار والأعراض الدوائية وارتقاء بمهنة الصيدلي ووضعها في مكانها الصحيح لانها فيها مزايا عديدة للمريض والمستشفي حيث يقوم الصيدلي الإكلينيكي بدور مهم في التأكد من مفعول الدواء وتقليل الآثار الجانبية له. طالب د. رستم بالاهتمام بخريجي الصيدلة وإلحاقهم بدورات تدريبية علي أعلي مستوي والتطبيق العملي للصيدلة الإكلينيكية وتوعية المجتمع بضرورتها وأهميتها. كما طالب وزارة الصحة بالعمل جاهدة علي تطبيقها والتعريف بها من خلال وسائل الإعلام.