* يسأل مصطفي القصيف مدير مركز الوطن لحقوق الانسان: ما حكم بيع الثمار علي الاشجار قبل نضجها.. وماذا لو فسدت تل الثمار بفعل عوامل الطبيعة.. أو أتت عليها النيران واحترقت.. أو غير ذلك؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر: أجمع أهل العلم عن أن السلم جائز. أن يسلم الرجل صاحبه في طعام معلوم. موصوف من طعام أرض. بكيل معلوم. ووزن معلوم. إلي أجل معلوم. بنقود معلومة. يدفع ثمنها ما أسلم منه قبل أن يتفرقا من مقامهما الذي تبايعا فيه. ويسمي المكان الذي يقبض فيه الطعام. فإذا فعلا ذلك وكانا من أهل التصرف من البلوغ والعقل والاختيار كان صحيحا. ودليل السلم علي هذا النحو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أشهد أن السلف المضمون إلي أجل مسمي قد أحله الله في كتابه وأذن منه ثم قرأة "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلي أجل مسمي فاكتبوه" وعنه: قدم النبي صلي الله عليه وسلم المدينة وهم يسلفون في الثمار السنة والسنتين والثلاث. فقال من أسلف في شئ. فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلي أجل معلوم قال العلماء: أن تكون السلعة مما تنضبط بالصفات التي يختلف الثمن باختلافها ظاهرا. فتصح في الحبوب والثمار والدقيق وما أشبه وكل يكيل أو موزون أو مزروع. معروف عياره. وكانت السلعة في الذمة إلي الأجل مما توجد غالبا عند حلول الأجل..ومما ينبه عليه التفرقة بين ما يفعله البعض الأن من دفع مال لزرع في قطعة أرض أو علي أشجار كفواكه دون تحديد الكمية عند بداية الزرع أو الثمار فهذا ليس بالسلم بل شراء زرع بدوصلاحه وهذا منهي عنه لما فيه من الغرر فقد يوجد وقد لا يوجد. وليس فيه تحديد الكمية ولا وقت الاستلام فهذا لا يجوز بحال لنهيه صلي الله عليه وسلم عن بيع الثمار قبل بدوصلاحها ولما فيه من الجهالة لقدر السلعة وكذا الجهالة بأوصافها. * يسأل شحته محمد أحمد بمديرية التموين بالإسكندرية: ما معني أن النبي صلي الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوي كما ورد في سورة النجم؟! *. يجيب الشيخ اسماعيل نورالدين من علماء الأزهر الشريف: وما ينطق النبي صلي الله عليه وسلم وما يصدر عنه من قول او فعل أتأكم به من جهته سبحاته وتعالي كالقرآن مثلا اي ما صدر عنه ذلك عن هوي نفسه ورأيه ان هواي القرآن الاوحي من الله عز وجل يوحي به اليه وقوله تعالي ما ضل صاحبكم وما غوي هو المقسم عليه من رب العزة جل وعلا وهو تبرئة لمقام النبي الكريم ان يكون بمن ظن سوء أو بموضع تهمة فهو صلوات الله وسلامه عليه كما شاء له ربه ان يكون وكما عرف ذلك منه قومه معرفة عيان وابتلاء هو الصادق الأمين الذي لم تجرب عليه كذبه قط ولم تعرف عنه ولو علي سبيل الكذب والافتراء عليه انه خان امانه أو اخلف وعدا أو نقض عهدا ولهذا كان عند قومه يدعي الصادق الأمين ان هو إلا وحي يوحي أنا هذا الذي ينطق به صاحبكم هذا الا وحي يوحي اليه من ربه وليس عن هوي متسلط عليه من اهواء النفس وهذا ما يشير اليه قوله تعالي قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون وفيه اشارة إلي أنه صلي الله عليه وسلم ما ضل حين اعتزل المشركين وما كانوا يعبدون وما غوي حين اختلي بنفسه ورأي في منامه ما رأي وما ينطق عن الهوي الان حيث ارسل اليكم وجعل رسولا شاهدا عليكم وورد في مراسيل ابي داود عن حسان بن عطية قال كان جبريل ينزل علي رسول الله بالسنة كما ينزل عليه بالقرأن يعلمه اياها كما يعلمه القرأن.