خلعن ملابسهن وكتبن فوق اللحم المكشوف لنصفهن الأعلي "عُري.. هو احتجاجي" هكذا اختارت المسلمات الإيرانيات اللاتي هاجرن إلي السويد وسيلة الاحتجاج. أن تخلع الجزء الأعلي من ملابسها وتعلن رفضها للحجاب ولغطاء الرأس الذي تضعه نسبة كبيرة من النساء في الدول الإسلامية.. هذا الخبر نشرته مجلة "هفنجتون" السويدية تحت عنوان "المرأة الإيرانية في السويد تحتج بلا ملابس. الاحتجاج نظمه "الحزب الشيوعي الإيراني" و"منظمة ضد العنف علي النساء في الدول الإسلامية". النساء استخدمن وسيلة الفيس بوك في العاصمة السويدية ستكهولم للإعلان عن رفضهن لوسائل القمع وممارسات العنف ضد المرأة وقد أهدين هذا الاحتجاج المبتكر إلي يوم المرأة العالمي "8 مارس". ووفقاً للصحيفة السويدية فإن العري الجزئي لجسد المرأة والكتابة علي الصدر المكشوف للتعبير عن اشكال القمع ورفض مظاهره. هي احدي الوسائل التي ابتكرتها المرأة للتعبير عن رفضها والاحتجاج ضد من يريدون قمعها. وفي الشريط المصور لمظاهرة الاحتجاج تظهر واحدة من النساء المحتجات بقناع فوق وجهها وقد أمسكت بمكبر صوت في يدها بينما تهتف "الحجاب ليس اختياري. وسحقاً للجمهورية الإسلامية في إيران" وحسب التقرير الذي نشرته المجلة. قامت "جماعة النساء الأوكرانيات" "Femen" المعروفة باستخدامهن العُري كوسيلة للاحتجاج بالتضامن مع المرأة الإيرانية ونشرت علي موقعها علي الفيس بوك صوراً لنساء إيرانيات بصدور عارية كوسيلة للاحتجاج. توقفت أمام الخبر المنشور علي شبكة الإنترنت. وأعدت قراءته بعيداً عن المنظور الأخلاقي الضيق. وبعيداً حتي عن المنظور الديني ومعايير الحلال والحرام التقليديين.. فما نراه يمارس علي أيدي الحكومات والجماعات "الإسلامية" هو الحرام بعينه: قتل النفس وترويع الآمنين وتكريس الظلم ضد المستضعفين الخ. الخ.. الآثام تمارس أمامنا ونتابعها بالعين المجردة جهاراً نهاراً.. وليست في حاجة إلي دليل.. فنحن النساء شهود علي هذا العصر "الحرام" وسوف ننقل الشهادة إلي الأجيال.. لقد ظل جسد المرأة هو عورتها ونقطة ضعفها وكنزها المُشتهَي وخطيئتها الكبري.. فهذا اللحم الشهي والمثير لابد أن يُواري.. إنه هدية المرأة للرجل ولا شيء سواه يمكن أن يجذبه إليها.. انه نقيصتها أيضاً ومصدر إذلالها.. منطق ينبغي أن يواجه وأن يتم نسفه حتي تتقدم الشعوب. إن الإهانة الكبري التي تواجهها المرأة في الدول الخاضعة لحكومات "إسلامية" أن يتم التحرش بها. صار الاغتصاب وسيلة حرب اجتماعية وسياسية وليست جريمة يعاقب عليها القانون. أصبح غطاء الرأس وستر الجسد داخل عباءة علامة ودليل علي عفتها وضمان لعدم مشاركتها في العملية السياسية. ودليل أيضاً علي الخضوع لمنطق إقصائها واختزال كينونتها في "كام كيلو لحم وشحم". هذا المنطق المتخلف والمريض الذي يلغي عقل المرأة ويتجاهل امكانياتها ولا يعترف بدورها وحقوقها وقدرتها علي التغيير والتصدي لسياسات الظلم التي تمارس ضدها أقول إن هذا المنطق لن يسود بل إنه مستحيل في زمن لا يعترف بالعزلة ولا الاقصاء. النساء نزلن الميادين. ونظمن المظاهرات. تابع ما جري في يوم المرأة العالمي "أمس 8 مارس" وتابع تصريحات أمهات فقدن فلذات قلوبهن علي أيدي رجال مسلمين. تأمل تداعيات اطلاق الرصاص وقنابل الغاز علي المتظاهرات.. لن يخفن ولن يخضعن! اختزال المرأة في جسدها لن يجدي ولن يفيد.. لأن وجودها تحقق بالفعل بعقلها وارادتها وقدرتها علي الفعل ولو حرموها من كل الأسلحة سوف تستخدم جسدها كمنشور سياسي يعلن عن احتجاجها!.