* رغم النجاح الذي تحققه المسلسلات التركية علي الشاشات العربية الا انني اتوقع انه نجاح لا يدوم ولن يستمر لانه نجاح شكلي فموضوعات المسلسلات التركية لا تمس من قريب أو بعيد جوهر حياتنا ولا يستطيع المشاهد المصري ان يتفاعل معها او يصدقها فهي تدور في اجواء مختلفة ومجتمع مختلف ولا تستطيع ان تكسب اي جولة من المسلسلات المصرية ولن تمثل خطرا علي صناعة الدراما عندنا لأن هناك "فرق". * الفرق هو ان الدراما عندنا لها وقع مختلف وممزوجة بواقع نعيشه ونصدق تفاصيله.. نستطيع مناقشته والاندماج معه لتفاعل مع درجة حرارته ونصدقه ونتعاطف مع شخوصه أو نقف ضدهم. * المسلسلات التركية جسد بلا روح.. باردة.. ايقاعها بطيء واذا كانت المسلسلات المصرية قد نجحت في التخلص من انه المط والتطويل فان التركية نجحت في الحصول علي درجة الامتياز في ذلك وتحتاج نفسا طويلا لكي تتابع مسلسل مكون من مائتي حلقة لا تخرج فيه في النهاية الا بحكاية تافهة واحداث عادية وحوار ساذج ونهايات اكثر سذاجة. * لو لجأ صناع الدراما المصريون الي نفس الاسلوب في صناعة المسلسلات التركية لنالوا هجوما ونقداً لاذعا ولما نجحت اعمالهم علي الاطلاق.. ولكن ما يحدث الآن من ترويج لهذه المسلسلات الباردة بطيئة الايقاع ما هو الا عمل تجاري بحت فالفضائيات التي ملأت الأثير العربي تحتاج الي ساعات طويلة من الانتاج لتغطية ارسالها وعندما نتعاقد علي بث مسلسل تركي بسعر لا يتجاوز نصف سعر المسلسل المصري ويفوقه طولا وعددا في الحلقات ويغطي ساعات إرسال طويلة سيحقق ارباحا للقنوات من خلال ساعات أرسال رخيصة تصحبها اعلانات معقولة والمحصلة مكسب مضمون. * عموما لن تستمر المسلسلات التركية في تحقيق هذه الميزة طويلا وسيشعر المشاهد ان عاجلا ام اجلا بالملل منها ولن يستمر انبهاره بالشكل واماكن التصوير وسيعبر عن احتياجه الي الاحداث والموضوعات والقضايا وحكايات الناس والقصص التي يجيدها المؤلف والسيناريست المصري ويصنع منها اعمالا درامية ساخنة بها روح ويحاة وواقع واحداث ومواقف وعبر ودفء وصدق لا يجده المشاهد في الاعمال التركية. * صناعة الدراما المصرية لن تفقد موقعها ولا تميزها ولا قيمة مبدعيها وكل ما تحتاج اليه مناخا مناسبا وعقلية ذكية في عمليات التسويق والترويج.. المصري أصلي.. أصلي.