اندلعت أمس الاشتباكات الدامية بين الغاضبين من أبناء بورسعيد وقوات الشرطة التي تحمي مديرية الأمن وذلك بعد عودة الجماهير من تشييع جنازة اثنين من شبابها سقطا أمس. كانت جنازة مهيبة قد خرجت من مسجد مريم تقدمها قرابة 15 ألفا من شباب ونساء بورسعيد ورجالاتها لوداع الشابين السيد علي "16 سنة" وعبدالرحمن العربي "17 سنة" اللذين سقطا برصاص الشرطة أول أمس. الجنازة حضرها اللواء محمد الغضبان الحاكم العسكري لبورسعيد وعدد كبير من قوات الشرطة العسكرية للسيطرة علي أي أحداث قد تقع ولتنظيم الجنازة. وذلك من خلال القوات المتواجدة منهم والتي بلغت خمسة أتوبيسات بالإضافة إلي السيارات الجيب. ردد المتظاهرون أثناء تشييع الجنازة هتافات "يا داخلية يا داخلية.. بينا وبينك حرب زكية" و"القصاص القصاص ضربوا اخوتنا بالرصاص" وقد حمل المشيعون صورا ضخمة للشهيدين ولوحات سوداء ضد مرسي وأعوانه هاتفين "اتنين ملهمش أمان.. الداخلية والإخوان". في الوقت نفسه غادر بورسعيد جثمانا اثنين من أبناء الشرطة إلي بلديهما للدفن في مدافن أسرتيهما. بعد أن أنهي أبناء بورسعيد تشييع جثماني الشهيدين عادت هذه الأعداد الغفيرة إلي ميدان الشهداء "المسلة" حيث حدثت بعض المناوشات البسيطة بينهم وبين عدد من قوات الشرطة في محيط المحافظة ومديرية الأمن وسرعان ما تطورت الأحداث وارتفعت وتيرتها. انطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع فأحدثت نوعا من الاستفزاز لدي الجماهير التي استدعت قواتها وشنوا هجوما علي مديرية الأمن فأحرقوا الدور الأرضي بالمحافظة ومقر الضرائب العقارية بالمحافظة أيضا مما اثار حفيظة قوات الأمن التي صعدت هي الأخري من إطلاق الغاز والخرطوش مما أسفر عن سقوط ثمانية أفراد بطلقات خرطوش منهم ثلاثة جنود أمن مركزي و47 مصابين باختناقات بالقنابل المسيلة للدموع بالإضافة إلي ثلاثة جرحي ما بين كسور وجروح وكدمات وفقا لما صرح به ل "المساء" الدكتور حلمي العفني وكيل وزارة الصحة ببورسعيد. صرح صفوت عبدالحميد نقيب المحامين بأنه يقترح علي القيادة أن يتم تسليم مبني مديرية الأمن للقوات المسلحة مع سحب القوات الشرطية المتواجدة في بورسعيد وأن تسلم المحافظة ومرافقها للجيش ويمضي الوقت وتزداد الأوضاع سخونة في محيط مديرية الأمن والمحافظة الملاصقة لها وكذلك حدة الاشتباكات والأمر الغريب هو ظهور مجموعات من الملثمين اندست وسط شباب المتظاهرين يحملون أسلحة آلية ويقومون بإطلاق نيران كثيفة سواء موجهة أو في الهواء تجاه قوات الشرطة. وفي سابقة هي الأولي تمت عمليات سطو وسلب ونهب علي المحلات والصيدليات الموجودة في دائرة مديرية الأمن. استمرت النيران مستعرة في الدور الأول والأرضي بمقري المحافظة ومديرية الأمن. وقام عدد كبير من المتظاهرين بالنوم علي الأسفلت لمنع قوات الإطفاء من القيام بدورها الأمر الذي استنكره اللواء محسن راضي مدير أمن بورسعيد في تصريحاته مشيرا إلي أن هذا الأمر غير مستحب دوليا. قال إن الوضع تحول إلي هجوم شرس علينا ونحن شرطة الشعب فلماذا قنابل المولوتوف والحجارة.. علي أية حال نحن صامدون لأننا نحافظ علي موقعنا برغم استمرار الهجوم علينا ونحن لا نملك إلا قنابل الغاز المسيلة للدموع في محاولة لتراجع المهاجمين. ومن قلب الحدث قال البدري فرغلي نائب بورسعيد السابق ان المشهد في بورسعيد غاية في الصعوبة وهو ناتج عن الصمت المخيف لفترة طويلة من القيادة في القاهرة وتساءل هل من العقل ألا يخرج أحد أو مسئول معهم علي شعب بورسعيد لتدارك الموقف وحل مشكلة شعب بورسعيد الباسل. قال ل "المساء" إن هناك دماء تسال كل ساعة علي أرض بورسعيد لا لشيء سوي المطالبة بحقوق الضحايا وكرامة البلد.. وتساءل لماذا لم يحضر مسئول إلي بورسعيد للتحاور مع شعب المدينة الباسلة.. إن ما تم إعلانه من قرارات هو ضحك علي الناس واستخفاف بهم لكن لا يمكن أن يقبله شعب بورسعيد. لنا مطالب تتعلق بالكرامة.. لقد فقدنا حتي الآن حوالي 46 ضحية والبقية تأتي. قال محمد الغزاوي ناشط سياسي ان حالة الاحتقان الشديد ستجعل الصدام دائما بين الشرطة والمتظاهرين وأكد انه لا يوجد طرف ثالث أو مندسون لكن عناصر الداخلية يرتدون الملابس بالمدنية ويحملون السلاح الآلي. صرح وكيل وزارة الصحة بأن الأحداث أسفرت عن 133 مصابا. منهم 112 مصابا باختناق بالغاز. و14 بالخرطوش بينهم مجند تم نقله إلي المستشفي الجامعي بالإسماعيلية. و7 إصابات مختلفة.