** عادة أصحاب الشركات والمنشآت السياحية أنهم يجأرون بالشكوي مع كل أزمة.. ودائماً يلقون اللوم علي الحكومة بتقاعسها عن الإتيان بأي حل وأن الضرائب والتأمينات والبنوك تلاحقهم للحصول علي مستحقاتهم في الوقت الذي يعانون فيه معاناة شديدة من ضائقات مالية نتيجة انحسار السياحة.. وانصراف السياح عن الحضور إلي مصر وتفضيلهم مقاصد سياحية أخري. وهذه الأيام علا صوتهم.. فالفنادق شبه خاوية والمنتجعات السياحية تشكو الكساد والفنادق العائمة ترسو متراصة بدون نزلاء علي المراسي النيلية المنتشرة علي طول المسافة من الأقصر إلي أسوان. حالهم كما ذكروا في أكثر من برنامج تليفزيوني عدم.. ولا يستطيعون سداد المتأخرات من رواتب.. أو كهرباء ومياه وغير ذلك من الالتزامات المالية.. والبعض منهم لجأ إلي الاستغناء عن جزء من العاملين.. ولهذا فهم يريدون حلاً. الغريب أنه في الوقت الذي أعلن فيه العاملون في الحقل السياحي الخاص عن هذا الانحسار السياحي. نجد هشام زعزوع وزير السياحة يعلن أن مصر استقبلت في العام الماضي أكثر من 11 مليون سائح. أيهما نصدق؟!.. وإذا كان كلام الوزير صحيحاً. فلماذا الشكوي إذن؟!.. ولماذا الادعاء بأن هناك أزمة في السياحة؟! استمعت منذ أيام في برنامج تليفزيوني قدمته لميس الحديدي عن أزمة السياحة. وكان ضيوفها أربعة من كبار أصحاب شركات السياحة والمنشآت السياحية.. وعلقوا المشكلة في رقبة الحكومة التي لم تقدم الحل.. بل إنهم تساءلوا: هل المقصود بالفعل تدمير السياحة في مصر طبقاً لما يراه المتشددون؟!.. ولهذا فقد طالبوا بأن يقوم رئيس الجمهورية بزيارة لأحد المواقع السياحية الشاطئية وهي زيارة لن تخلو من دلالة. بصراحة اكتشفت أن هذا تفكير ساذج.. لأن زيارة الرئيس أو عدم زيارته لن تؤثر في شيء.. لأن ضعف الحركة السياحية سببه الأمن المختل والاستقرار المفقود والذي يشاهده العالم بأسره من خلال المحطات الفضائية. طالبوا الوزير بالتواجد في المعارض والمؤتمرات الدولية باعتبار عدم غياب مصر عن الساحة.. والحقيقة التي أتعجب منها: مَن الذي يقوم بالترويج أو الدعاية السياحية؟!.. هل الحكومة ممثلة في وزارة السياحة أو أصحاب المصلحة الحقيقية.. أي الشركات من سياحة إلي فنادق إلي مطاعم ومنتجعات وغيرها.. هم الذين يقومون بإعداد البرامج والأسعار ويعرضونها علي الشركات المنظمة للسياح.. وعلي هذا يكون التسويق طبقاً للخدمة الأفضل والسعر الأنسب.. أما أن يطلبوا من الوزير السفر لحضور المعارض. فهذا يعني بصراحة إلقاء العبء عليه.. فهو سيجلس في الجناح المصري الذي دفعت فيه الوزارة كل التكاليف.. وهم يجلسون معه وبجواره دون أن يدفعوا شيئاً.. وبالتالي فإن الدعاية والترويج تقوم بها الوزارة لصالح هذه الشركات.. صحيح أن التواجد في المعارض والمؤتمرات الدولية له أهمية.. في الظروف العادية.. ولكن في ظروف غير عادية كتلك التي تمر بها مصر.. لا داعي للتواجد الحكومي.. فمثلاً ماذا سيقول الوزير عن أحداث فندقي إنتركونتيننتال وشبرد؟!.. وماذا سيقول عن بقاء السياح في مطار الغردقة لأن هناك إضراباً؟!.. وكيف سيرد علي أي سؤال خاص بميدان التحرير وإغلاق المجمع وطوابير السيارات التي تقف في انتظار السولار؟! بالتأكيد سيسأل الوزير عن حكاية تأجير الآثار المصرية بحق الانتفاع.. وغيرها من الأسئلة المحرجة التي اعتاد بعض الصحفيين الأجانب أن يسألوها.. الدعاية السياحية ليست أبداً مسئولية الوزير. ولكنه يقوم بها تطوعاً من خلال تنشيط السياحة وحضور المعارض والمؤتمرات السياحية التي تقام في بعض دول العالم.. المسئولية في واقع الأمر تعود إلي أصحاب المصلحة الحقيقية الذين يهدفون لأن تصبح نسب الإشغال لديهم عالية وهم الذين تودع في خزائنهم جميع الإيرادات.. أما الحكومة فيكفيها ما تحصله من ضرائب وتوفير فرص عمل لأكبر عدد.. وأيضاً النسب المقرر تحويلها من عملة أجنبية إلي عملة مصرية.