دخلت في نقاش مثمر مع الصديق محمد سمية المخرج بالتليفزيون المصري حول الوضع السياسي الراهن. بدأ حديثه بأنه ليس من الإخوان. والحقيقة أنني أعلم أنه ليس منهم فعلا. لكنه بدأ بإقرار هذا الواقع ليعطي لنفسه مساحة تسمح له بالدفاع عن رئيس شرعي منتخب. وأهمية احترامه ومساندته مهما ارتكب من أخطاء واستمات سمية علي التأكيد في أن الرئيس محمد مرسي ليس محمد حسني. وأنه من الصعب أن تقوم ثورة تخلع "مرسي" كما خلعت "حسني" ويحذر من أن سقوط رئيس منتخب بعد 6 أشهر سينتج عنه فوضي وخراب ودمار وسقوط حتمي للدولة. مبدئيا ونظريا أنا مع الصديق سمية في أنه من الخطر المطالبة بإسقاط رئيس منتخب يري البعض أنه لم يأخذ فرصته في الحكم علي عكس سلفه الذي بلغ في الحكم عتيا لكنني أرفض تصدير نفس فزاعات النظام الماضي بإصدار جديد موديل السنة "نحن أو الفوضي". بديلا عن "أنا أو الفوضي". جبهة الإنقاذ نفسها و"بكل العتاولة" الخاسرون في سباق الرئاسة لم يجرؤ أحدهم أن يطالب بإسقاط النظام. وإلا كان قد صدق فيهم القول: "اللي اختشوا ماتوا". لكنهم تركوا الشباب في الشوارع يصرخ بما تخفيه النخبة وراء صدورهم. ولكن حتي الشباب هذه المرة لم يستعر هتاف موديل 2011. "الشعب يريد إسقاط النظام" بل انتج هتافا موديل السنة "يسقط يسقط حكم المرشد". فلم يتعرض أحد منهم إلي شخص الرئيس "مرسي". أفقي الضيق وتفكيري المحدود يراهن علي قدرة الشعب المصري علي الابتكار والتجديد وإبهار العالم بكل ما هو جديد. ولا أجد مللا أو كللا في التذكير بأن المصريين أبهروا العالم عندما قاموا بثورة ثم نظفوا مكانهم قبل أن يبرحوا ميادينهم. ثم أبهروا العالم وهم يقفون في طوابير طويلة في انتخاباتهم المتوالية. وكذلك أبهروا العالم وهم يحاكمون رئيسهم السابق ويضعونه داخل القفص. وأخيرا وليس آخر أبهروا العالم عندما سقط أكثر من 40 قتيلا في بورسعيد اعتراض علي حكم بإعدام 21! صديقي سمية يعشق أم كلثوم. وأنا في المزيكا اسمع "أوكا وأورتيجا".. فمن المؤكد أن رؤيته الموسيقية والسياسية أوسع وأشمل مني بكثير.