نجحت دار الأوبرا أن تحول الاحتفال بعيد الحب إلي ليلة في حب مصر ساعدها علي ذلك نجم الحفل الفنان هاني شاكر الذي كان موفقا في التأكيد علي احترامه للمشاعر الوطنية والارتباط بنبض الشارع ولم يكتف بذلك وإنما احترم أيضا جمهور الأوبرا وقدم له برنامجا متميزا. الاحتفال بعيد الحب كان مقتصرا علي فرقة الإسكندرية للموسيقي العربية وكان أول من ابتدعه وتحمل تكاليفه منذ عدة سنوات المهندس عبدالرحمن نصار أكبر رعاة الفنون الراقية بالإسكندرية ثم أصبح نهجا سنويا لهذه الفرقة ولكن هذا العام ولأول مرة تم تعميمه في معظم مسارح دار الأوبرا وكان درة هذه الحفلات هذا الحفل الذي نحن بصدده والذي أقيم علي المسرح الكبير وكان هاني شاكر صاحب الفاصل الثاني والرئيسي فيه. الفاصل الأول من الحفل تم تخصيصه كاملا للمطربة رحاب مطاوع التي غنت 5 أغان "عن العشاق" لحن زكريا أحمد و"ياساعة الوقت اجري" لفريد الأطرش و"زي العسل" و"العيون السود" لبليغ حمدي والأغنية الوطنية "ثوار" للسنباطي ورغم أنها كانت حافظة جيدة للكلمات والألحان ولكن كانت وكأنها تلميذ يقوم بتسميع المحفوظات ولم تفهم تفاصيل اللحن ولهذا افتقدت الإحساس به أثناء الأداء وخاصة أن معظمها ألحان تم إبداعها لمساحات صوتية بعينها وللأسف الأغنيات الخمس لا تناسب صوتها.. لا ننكر أن رحاب ذات خبرة ولها شخصية علي المسرح ولكنها تصلح للأغاني الخفيفة مثل التي كانت تغنيها شادية أو نجاة في مراحلهما الأولي والسؤال لماذا تكون هناك مطربة طوال الفاصل الأول الذي من المفترض أنه فرصة لتستعرض الأوبرا كنوزها من الأصوات الكثيرة التي تناسب كل الألحان والتي لديها في معظم الفرق كما سوف يكون ذلك متعة أكثر للجماهير. أما النجم هاني شاكر فقد استطاع أن يشد انتباه الجماهير بإعداده الجيد للحفل من حيث الحرص علي تقديم أغان للكورال فيها دور بارز كما أن بعضها يتضمن عزفا منفردا علي بعض الآلات مما أعطي ثراء للحفل.. هاني تغني ب17 أغنية افتتحها بمجموعة من الأغاني الوطنية التي تفاعلت الجماهير مع أدائه الجميل ومشاعره الصادقة حيث بدأ بأغنية صوت الشهيد من ألحانه وكلمات رامي يوسف وقدمها تحية لشهداء الثورة ثم غني "ادعو لمصر" كلمات أحمد شتا وألحان وليد منير ولم يتمالك مشاعره خلالها فسالت دموعه متأثرا مما دفع الجمهور لتحيته ثم غني لحن بليغ حمدي الشهير "بلدي يا بلدي" والتي رددها معه 1200 متفرج كانوا يحتشدون في المسرح في هذه الليلة وبعد هذا الحشد للمشاعر الوطنية بدأ هاني في تقديم الأغاني العاطفية التي اشتهر بها منها "كل سنة وانت طيب" ألحان محمود الخيامي و"لو رحت بعيد" ألحان وليد سعد وبعدها قدم كل من الصوتين الواعدين شريف إسماعيل الفائأ عن جدارة في برنامج اكتشاف المواهب الغنائية الجديدة "صوت الحياة" ونورهان إحدي المتسابقات في البرنامج حيث غنت عيون القلب أما شريف شدا ب"هان الود واجتمعا مع هاني في أداء أغنية وحياتك يا حبيبي ونوريهان أيضا لم تختر أغنية مناسبة فصوتها يصلح لأداء أغاني هدي سلطان بعكس شريف الذي طبقة صوته وتدريبه تجعله صالحا لأداء ألحان مختلفة.. وكانت هذه الفقرة من أجمل فقرات الحفل حيث بها تنوع محبب وعقب هذه الفقرة استكمل هاني الفاصل بأغنيات "لا مش أنا اللي ابكي" و"خايف مرة أحب" و"حبك نار" و"أنا قلبي ليك" و"لو بتحب حقيقي" واختتم الحفل بأغنية "لسة بتسألي" ألحان حسن أبوالسعود الذي طالبه الجمهور بإعادتها مرة أخري. من مفاجآت هذا الحفل وإيجابياته المايسترو الشاب أحمد عامر أحد قادة الموسيقي العربية الجدد بالأوبرا والذي قاد فرقة عبدالحليم نويرة وبدأ الحفل بتقديم المقطوعة الموسيقية "بسمة" من إعداد استاذه المايسترو صلاح غباشي القائد الأساسي للفرقة والتي تضمنت عزفا منفردا علي الكمان من العازف الماهر أحمد ماهر والمايسترو الجديد كان موفقا ومجتهدا وقدم لنا تنفيذ موسيقي جيدا واستطاع أن يحدث التوازن المطلوب بين الكورال والعازفين والمطرب الفردي والنتيجة أن المصاحبة الموسيقية جاءت متميزة وتنبيء بميلاد قائد جديد للموسيقي العربية. من ميزات الحفل إضاءة ياسر شعلان الذي وظف الألوان الضوئية بما يتناسب مع كلمات الأغاني والموسيقي أيضا مع موقع المؤدي علي المسرح من المميزات أيضا ديكور محمود حجاج الذي تم تصميمه علي شكل قلب كبير في خلفية المسرح يتوسطه علم مصر.