* يسأل مطفي عيد علي فني ديكور موبيليا: ما حكم الشرع فيما يفعله بعض التجار من احتكار للسلع بهدف رفع ثمنها؟ ** قال الدكتور كمال بربري حسين عميد معهد معلمي القرآن الكريم بمصر الاحتكار كما يعرفه بعض العلماء: هو حبس الأشياء عن التداول بالبيع والشراء لإغلاء أسعارها علي الناس بهدف تحقيق أقصي ربحية ممكنة فإذا قل العرض وزاد الطلب ارتفعت الأسعار ارتفاعاً كبيراً لشدة الحاجة إليها ولا سيماً إذا كانت من الضروريات والحاجيات ويري الاقتصاديون ان الاحتكار يضر بالأسواق وبالناس ويقود إلي سوء توزيع الدخل وزيادة الاعباء علي الفقراء ومن هم دون حد الكفاية ويجب علي ولي الأمر التدخل لحماية الأسواق من المحتكرين. قال تعالي: "يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا انفسكم إن الله كان بكم رحيماً" "النساء:29". وممن يأكلون أموال الناس بالباطل المحتكرون. وقال تعالي: "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" "سورة البقرة 281". ولقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة تنهي عن الاحتكار وتهديد المحتكر بالويل والعذاب الأليم منها قوله صلي الله عليه وسلم": الجالب مرزوق والمحتكر ملعون" "رواه ابن ماجة" "من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها علي المسلمين فهو خاطيء" "رواه أحمد". "من احتكر فهو خاطيء" "رواه مسلم وأبو داود والترمذي" "من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا علي الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة" "أخرجه الطبراني" "من احتكر علي المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس" "رواه ابن ماجة""من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه وإيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله" "رواه أحمد والحاكم". "والعرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء" قال الإمام الشوكاني: "إن الاحتكار محرم من غير فرق بين قوت الآدمي وقوت الدواب وبين غيره وهذا ما رآه جمهور الفقهاء". وقال الإمام أبو يوسف: "كل ما أضر بالعامة حبسه فهو احتكار وإن كان ذهباً أو فضه أو ثوباً" قال الإمام الشربيني: "الاحتكار هو إمساك ما اشتراه التاجر وقت الغلاء لبيعه بأكثر مما اشتراه مع اشتداد الحاجة فليتق الله التجار في الفقراء وأصحاب الحاجات وليعلموا أنهم موقوفون بين يدي الله تعالي.