أكد الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة في تصريح ل"بوابة الأهرام" أن أزمة نقص السولار والبنزين التي أصابت الكثير من القطاعات بالشلل، تسبب فيها بعض اللصوص ومنعدمي الضمير الذين يسعون لنشر الفوضي في المجتمع، وأن تلك التصرفات خيانة للوطن، وكل من يتستر علي هؤلاء يعد شريكا في تلك الجريمة، ولابد من إجراءات عاجلة لاستعادة هيبة الدولة، ومنع سيطرة بعض الأفراد علي تلك السلع الاستراتيجية التي ترتبط بحياة المواطنين اليومية. وأضاف أن الفقهاء عرفوا الاحتكار بأنه حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم إليها ليرتفع السعر ويغلى، وقد اتفق الفقهاء في الجملة على أنه لا يجوز إذا أضر بالناس، واستدلوا على ذلك بما أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف "لا يحتكر إلا خاطئ" وفي المستدرك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يحتكر الطعام، وفي المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله "، وقد عد الاحتكار من الكبائر بناء على هذا الوعيد الوارد في السنة الشريفة. وأشار إلى أن الحكمة من تحريم الاحتكار الحيلولة، دون إلحاق الضرر بالناس في حاجياتهم الأساسية ويتحقق الاحتكار بأن يكون المحتكر طعاماً، ويلحق به كل ما يحتاجه الناس ويتضررون بحبسه وهذا ينطبق علي السولار والبنزين وغيره من السلع، ومما لا شك فيه أن ما تعانيه الشعوب من جراء الاحتكار يجعلنا نجزم بحرمته، بل ونذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فنقول إنه من الكبائر، وإذا كان الفقهاء قديمًا قد حصروا الاحتكار في الأطعمة فان عصرنا الحاضر يجعل أشياء عديدة في حكم الطعام لانه لا قوام لحياة الانسان إلا بها، ومن هذه الاشياء المواد البترولية التي لا غنى للناس عنها مثل البنزين والسولار والغاز، وكلها تؤثر على انتقال الناس وغدوهم ورواحهم وطهيهم وصناعاتهم، وما شاكل ذلك، ولذا نستطيع الجزم بأن الاحتكار في هذ الأشياء يعد من الكبائر كاحتكار الغذاء تمامًا. وأكد أن هذه السلع أو بعضها المفترض ألا تكون في أيدي أفراد يتحكمون فيها وفق أهوائهم ومصالحهم، لكن لابد وأن تكون بيد الدولة حتى تراعي فيها مصالح البلاد والعباد وتتصرف فيها بحكمة لأن هذه الأشياء تعد أمنا قوميا، ونهيب بكل مصري أصيل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعمل لصالح هذا الوطن ولصالح كل مواطن، وليس مصالحه الشخصية وليدرك أن ما قدره الله تعالى سيكون ومصر تحتاج من الجميع المزيد من بذل الجهد للنهوض بها والتضحية من أجلها ذاك هو الانتماء الحقيقي والوطنية الحقة التي نريدها.