لا يمكن أن ينكر أي متابع لكرة القدم في مصر وفي افريقيا قدر عصام الحضري حارس مرمي مصر الأول وتاريخه الطويل الحافل بالإنجازات مع الأهلي والمنتخب القومي علي المستويات المحلي والدولي والافريقي حتي تصدر قائمة جميع حراس المرمي في القارة.. وكذلك اللاعبين في عدد مشاركته التي تعدت المائة مشاركة ما بين النادي والمنتخب. والمفروض أن يكون هذا المشوار الحافل بالإنجازات والذي لم يخل من مطبات واجهت الحارس وهي كثيرة لعل أقساها مطب الأهلي وخروجه بلا رجعة بعد هروبه إلي أوروبا.. ثم مطبات المريخ السوداني.. وكذلك المنتخب القومي.. أقول المفروض أن يكون حارس مرمي مصر الأول والذي تجاوز عمره الثلاثين عاما قد استفاد من كل المواقف والمطبات التي عاصرها وعاشها وتكون قد أكسبته الكثير من الخبرات وعلمته كيفية مواجهة المواقف التي يتعرض لها. ولعل غاية أمنية الحضري الآن من كل هذا التاريخ الحافل أن يختتم حياته في كأس العالم ويحرس مرمي مصر أمام فرق عالمية ليكون مع أحمد شوبير هما الحارسان اللذان شاركا في كأس العالم علي مر السنين وفي القرن الجديد وبعد المرحوم مصطفي كامل منصور الذي حرس مرمي المنتخب في كأس العالم عام 1934 وفي مباراة إيطاليا الوحيدة التي لعبها الفريق وانتهت بفوز الفريق الأوروبي 4/.2 ولا شك ان عصام الحضري يعلم جيدا أن هناك في فرق كرة القدم امبراطوراً اسمه المدير الفني يختار من يختار في التشكيل الذي يلعب به الفريق أي مباراة وأن اللاعب هو أحد أدوات المدرب وبالقطع تكون له وجهة نظره في وضع أي تشكيل لأنه في النهاية هو المسئول. وإذا كان برادلي قد أخطأ في تعامله مع نجم عالمي مثل عصام الحضري حيث كان من المفروض أن يوضح فكره في اختيار حارس مرمي آخر غيره لحراسة مرمي المنتخب باعتباره الأكبر والأقدم والأكثر خبرة واحتراما لتاريخه وهي بلا شك جليطة من الخواجة الأمريكي يشاركه فيها مساعده زكي عبدالفتاح مدرب حراس المرمي فإنه كان يجب علي الحضري أن يوضح ذلك للجهاز ليس بالابتعاد وإعلان الاعتزال لأنه سوف يكون الخاسر الأول.. إضافة إلي خسارة الفريق ذاته. وكان يمكن أن يلجأ للمدرب ليعرف سبب إبعاده وهو جاهز.. رغم أن اللقاء ودي لا يستوجب كل ما حدث فقد جلس احتياطيا لأحمد الشاذلي في مباراة غانا بأبي ظبي وشارك في الشوط الثاني بعد إصابة الشاذلي. ويكفي الفضيحة التي فعلها الجهاز عندما لم يختر معه في رحلة الإمارات وأداء مباراتين غير حارسين إلي أن وقع المحظور وأصيب أحدهما الشاذلي فتحمل عصام الحضري وحده مهمة نصف مباراة غانا وكل مباراة كوت ديفوار وعليه فلم يكن من اللائق استبعاده بهذه الطريقة الخبيثة عن مباراة تشيلي حتي ولو كانت تجربة لحارس عائد آخر هو إكرامي.. ومع ذلك مازلت عاتبا علي الحضري وأنبهه بعدم تكرار ذلك مستقبلا وأقول له بنفسي بنفس لحن العب يا حضري ليكون في هذا الموقف.. اعقل.. يا حضري!!