"أساطير رجل الثلاثاء" ترصد التاريخ الدموي ل "بن لادن" وأتباعه

صدر عن سلسلة "كتابات جديدة" بالهيئة المصرية العامة للكتاب رواية "أساطير رجل الثلاثاء" للشاعر والكاتب صبحي موسي. وهي العمل الروائي الرابع في مسيرته الإبداعية بعد "صمت الكهنة. حمامة بيضاء. المؤلف" فضلاً عن خمس مجموعات شعرية. هي: "يرفرف بجانبها وحده. قصائد الغرفة المغلقة. هانيبال. لهذا أرحل. في وداع المحبة" وهي العمل الذي رفضت العديد من دور النشر العربية والمصرية نشره علي مدار خمس سنوات. نظراً لموضوعها الشائك. وما تحتويه من معلومات وأسرار لم تتطرق إليها أي من الأعمال التي تناولت حادث انهيار برجي مركز التجارة العالمي. وتعد الرواية الوحيدة التي تعرضت لحياة بن لادن وكيفية تأسيسه جماعة القاعدة. وكيف أصبح أميراًًً للمؤمنين بعد مبايعة كل الجماعات الإسلامية في العالم العربي له علي ذلك عام 1995. وكيف أصبح الرجل الأول علي قوائم المطلوبين لأكثر من عشر سنوات متوالية.
تقع الرواية والتي جاءت بغلاف للفنان أحمد اللباد. وبتقديم علي الغلاف الخلفي للشاعر المصري شعبان يوسف رئيس تحرير السلسلة في نحو 380 صفحة من القطع المتوسط. وتستعرض جماعات التطرف الديني منذ أربعينيات القرن الماضي حتي نهايات العقد الأول من الألفية الثالثة. كانت جماعة القاعدة التي مثلت خلاصة تجربة الإسلام الراديكالي المتطرف هي المرتكز الأول لبناء النص. الذي رصد الحرب علي أفغانستان والعراق وتم تدمير جانب كبير من قوات القاعدة وطالبان. وهو ما أودي بزعيمها إلي نوبة من الهذيان والعزلة في كهف علي الحدود الأفغانية ليتأمل تجربته العريضة في الجهاد. وتجربة الخيانات التي حدثت له وكيف تحول حلمه بإسقاط أمريكا إلي لعبة أطفال ينهار خلالها برجي مركز التجارة العالمي.
لا يتناول موسي في روايته ما جري لجماعة الإسلام الراديكالي كتطبيق حرفي لما هو متاح من معلومات. لكنه بحث عن أدق التفاصيل لينسج منها عالماً ثرياً يمزج ما بين الأسطورة والواقع. ويقدم علاقات ما بين الدول والأفراد وأجهزة الاستخبارات العديدة من أجل انتاج هذه التنظيمات السرية. فاضحا من خلالها أدور الحكومات العربية والأنظمة المصرية والغربية في السماح لهذه الجماعات بالنمو والتكاثر. حتي وصلت إلي درتها الفريدة حيث ذلك الثري الراغب في الجهاد علي قمم الجبال.
تتعرض الرواية لعلاقات الدول التي أقام بها بن لادن كالسعودية واليمن وسوريا ولبنان بهذا التنظيم الأممي عابرالحدود. لنكتشف أن الشيعة والإسلام الوهابي ليسوا إلا وجهين لعملة واحدة. وأن ما بينهما من مشتركات أكبر مما بينهما من خلافات. وأن المصالح السياسية هي الركيزة الأولي للعمل علي الأرض. تلك التي يجوبها الروائي مع توسعات التنظيم وامتداداته. بدءًا من اليمن حتي الجزائر وصولاً إلي بريطانيا وفرنسا وايطاليا وروسيا وأمريكا وألمانيا وأفغانستان وتركيا وإيران وباكستان والشيشان وفي قلب الأحداث تقع السعودية ومصر وفلسطين كمركز للأحداث.