بعد سقوط الطاغية مبارك أصبح من يدَّعون الثورية لا حصر لهم!! يخرجون عليك من كل قناة خاصة وعامة. ومن كل ندوة ومؤتمر. ومن كل جبهة وحزب وجماعة. وحتي من شقوق الأرض وفوهات البراكين!! لا ينافس أدعياء الثورية سوي أدعياء الدين وتجاره. ومثلما ينتمي تجار الثورة الي كل اتجاه: يمين ويسار ووسط. ينتمي تجار الدين الي اتجاهات شتي. ومذاهب كثيرة.. ويشتركون جميعا في ادعاء بطولة ما. أو ورع ما. أو علم ما. يدر عليهم دخلا وأبهة وانتشارا وشهرة!! باسم الدين جمع بعض هؤلاء التجار عدة ملايين من الجنيهات والريالات والدولارات حينما تعرض رسول الله صلي الله عليه وسلم لبعض الهجوم البذيء. فانبري هذا التاجر من فوق أعواد المنابر مطالباً المسلمين بالتبرع بالمال لإصدار كتاب بكل لغات العالم. ردا علي الحملة المسيئة للرسول.. وتبرع الناس . وجرت أنهار العملة بين يدي الداعية هذا. ولم ير أحد كتاباً ولا يحزنون حتي هذه اللحظة!! علي الطرف الآخر تسلل العتاة في تبعيتهم للنظام الساقط إلي كثير من الكيانات الثورية والأحزاب الجديدة. ولم يقدموا أنفسهم كفلول!! ولو فعلوا لكانوا جديرين بالاحترام لثباتهم علي موقفهم "المخزي" لكنهم يدعون أنهم ثوريون. ويتحدثون باسم هذه الكيانات الثورية. وينخدع بعض الناس بهم. لكن ملفاتهم السوداء وتاريخهم القاتم معروف وجاهز لفتحه في أي وقت. لدي المتابعين والمثقفين. من هؤلاء مثلا وليس حصرا أحد المذيعين الذين كانوا يعملون سنين بقناة الجزيرة بميولها المتصهينة وكان من أقرب المقربين لجمال ابن المخلوع. وفجأة بعد الثورة ركب الموجة. وساقته موجة الي أخري حتي رأيناه وجها بارزا في جبهة الإنقاذ. وبدا وجوده خصما كبيرا من ثوريين حقيقيين ووطنيين كبار تضمهم هذه الجبهة. مثل حمدين صباحي ود. محمد البرادعي وجورج إسحق.. ومن تجار الثورية هؤلاء كان اثنان من العاملين علي إنشاء "حزب المستقبل" لجمال مبارك. وبذلوا جهودا في هذا السياق. قبل أن يحتوي صفوت الشريف ذلك الشاب عديم الخبرة والكفاءة الساعي لحكم مصر.. فكيف لك يابني ان تقيم حزباً وأبوك علي رأس الحزب الحاكم؟! فها هي ذي أبواب حزبهم مفتوحة له ليفعل ما يشاء؟! وفشلت تجربة حزب المستقبل. وانهارت آمال هذين الاثنين اللذين يعدان الآن وجهين بارزين في العمل الحزبي. ويستطيع كل منهما أن يتجرأ ويدعي الثورية!!! في أوساط المثقفين واحد من الوصوليين "الأصلاء" المحترفين. ظل يتربص بمنصب الوزير. ويحلم ويحلق شعره ويدعو ان تناله البركة الوزارية.. حتي هبت الثورة .. ولم يتحقق حلمه.. فإذا به يدعي انه من المتنبئين بها العاملين عليها!! أيها التجار بدين الله. أيها التجار بدماء الشهداء وثورة الشعب.. ألا تخجلون؟!!