هكذا تسيل دماء المصريين كل يوم علي الأسفلت وعلي الحديد وأسفل ركام العقارات المنهارة. كل يوم تزهق أرواح الأبرياء وتتوالي الكوارث ففي الأسبوع الماضي وفي أقل من 48 ساعة حصد الإهمال أرواح عشرات الأبرياء في البدرشين وأرض اللواء والدقهلية والإسكندرية. ورغم فاجعة قطار أسيوط منذ عدة أسابيع والتي أودت بحياة أكثر من 50 طفلاً ومن قبلها الحوادث المتكررة فلم تحرك حكومة قنديل ساكناً. وكالعادة يخرج الوزير والمحافظ ونائبه ومن قبلهم رئيس الحكومة لتوصيف الوضع والبكاء علي اللبن المسكوب. ويتخلصون من المسئولية سريعاً بإلصاق التهمة بالماضي البغيض. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة متي نودع هذه النغمة؟ وهل يتحمل النظام الحاكم وحكومة الدكتور قنديل "التكنوقراطية" جزءاً من المسئولية تجاه تلك الكوارث والأزمات. أم أنها من ميراث الماضي. وتظل شماعة النظام السابق إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها جاهزة لاستقبال كل الأخطاء. التقارير تنذر بالخطر وتؤكد أن السكك الحديدية متهالكة والجرارات انتهي عمرها الافتراضي ولكن القرار في أيديكم الآن والتقارير تؤكد أن هناك أكثر من 350 ألف عقار مخالف في مصر. كما أن تصريحات محافظ الإسكندرية ونائبه بعد كارثة العقار في منتهي الخطورة فالمحافظ يؤكد أن هناك أكثر من 14 ألف حالة مخالفة. منها العشرات آيلة للسقوط؟ شكراً سيادة المحافظ.. ثم أما بعد.. لماذا لا نتحرك قبل الكارثة؟ في تقديري أن أهل التكنوقراط أقصد وزراء الحكومة الحالية لابد أن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله وأمام الناس ويضطلعوا بمهامهم. نعلم أن الإرث ثقيل ولكنكم تصديتم لحمل الأمانة. فهل تودعون العربات السوداء الفارهة والبدل الأنيقة وتلتحمون مع هموم الشعب وتحددون أولويات الإصلاح والتغيير. وأذكركم بقول الفاروق في فقه المسئولية والقيادة "لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالي عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر" ومقولته "والله لا خير فيكم إن لم تقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها".