لأول مرة منذ سنوات تشهد الإسكندرية جنازة عسكرية مهيبة لضابط شرطة في عمر الزهور راح ضحية أداء الواجب وهو الشهيد ملازم أول "باسم عادل سرور".. حيث اصطف جنود الأمن المركزي وحرس الشرف من شارع أبو قير حتي مسجد المواساة وهو ما دفع المزيد من المواطنين لترك سياراتهم علي جانبي الطريق والمشاركة في الجنازة حزناً علي الشهيد.. المئات من دفعة الشهيد "باسم" الذي لقي مصرعه إثر مداهمته لوكر للخارجين عن القانون بمحافظة أسيوط كما احتشد جيران وأصدقاء الشهيد وضباط الشرطة بمديرية أمن الإسكندرية من مختلف الرتب.. حتي أبناء منطقة الابراهيمية و"الحضرة" الذين علموا بالجنازة فسارعوا للخروج للمشاركة في الجنازة ليسير خلف الشهيد الآلاف في أقل من نصف ساعة. ** الجنازة العسكرية التي توجهت حتي مقابر المنارة مثوي الشهيد الأخير تصدرها مندوب عن رئيس الجمهورية ومندوب عن وزير الداخلية ووزير الدفاع بالإضافة إلي قائد المنطقة الشمالية واللواء "عبدالموجود لطفي" مدير أمن الإسكندرية واللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية واللواء "يوسف حسن" حكمدار الإسكندرية واللواء "ممدوح حسن" مدير أمن الميناء بالإضافة إلي المستشار "محمد عطا" محافظ الإسكندرية والدكتور "حسن البرنس" نائب محافظ الإسكندرية وممثلو الأحزاب السياسية والائتلافات الشبابية. ** ولعل اللافت للأنظار هو دموع الدكتور "حسن البرنس" نائب محافظ الإسكندرية الذي سارع لتقبيل "نعش الشهيد" وساهم في حمل النعش مع زملاء الشهيد وكان بكاؤه تأثراً بالحدث مدعاة لتأثر وبكاء المشاركين كما حرص علي قراءة القرآن بمفرده بجوار جثمان الشهيد قبل دفنه.. بالإضافة إلي مواساته لأم الشهيد وتقبيله لرأسها. ** وبداخل مقابر المنارة كان المشهد أكثر مأساوية لحرص مشيعي الجنازات المختلفة علي المشاركة في تقديم التعازي لأسرة الشهيد بالرغم من مصابهم الأليم وتجمعت النساء من معتادي زيارة القبور حول أسرة الشهيد لتقديم العزاء وقراءة الفاتحة علي روحه الطاهرة. أدي المستشار محمد عطا عباس ونائبه الدكتور حسن البرنس واللواء عبدالموجود لطفي مدير أمن الإسكندرية صلاة الجمعة والجنازة علي المتوفي خارج ساحة المسجد بسبب كثرة اعداد المصلين والمعزيين التي ملأت المسجد مما دفع مسئولي المسجد إلي سرعة توفير الحصير لافتراش الشارع وتوفير أماكن لصلاة قيادات المحافظة. حرصت ابتسام الجمال والدة الشهيد علي السير وسط مشيعي الجنازة وهي في حالة انهيار تام وسط اثنين من شباب العائلة خشياً من أن تفقد توازنها. وبمجرد وصول الجثمان إلي قبر الدفن اصطحبها أقاربها خارج الجبانات بسبب صراخها وبكائها المفرط.