في اتصال تليفوني سمعت صوتها فشعرت انها تحمل هموم الدنيا فوق كتفيها.. حاولت ان اطمئنها واشجعها بكلمات بسيطة لتبدأ في تجميع كلماتها وتحكي حكايتها بدون تردد او احراج.. فقالت اسمي "ش.ج.ح" اما مشكلتي فهي: عمري 28 سنة متزوجة منذ 3 سنوات بعد قصة حب استمرت شهورا قليلة ولدي طفل صغير مشكلتي بدأت بعد زواجي بشهور عندما اكتشفت هوس زوجي بالجلوس امام الكمبيوتر الذي قد يستمر لخمس أو 6 ساعات متواصلة في البداية لم يشغلني الأمر لكن مع تكراره بدأت اشعر بالغيظ ثم الشك ثم الحسرة. اكتشفت ان زوجي علي علاقة ببنات ويتواصل معهن يومياً يدور بينهم كلام وقصص وغزل وكأنه شاب أعزب يتسلي فبدأت اراقبه وعندما يغادر المنزل ادخل إلي نفس المواقع التي يدخل عليها وكأنني لجنة تقصي حقائق زوجية وبصراحة لا اعلم ان كانت خيانة زوجي لي توقفت عند الكلام والرغي فقط ام تعدت إلي أكثر من ذلك ؟!! الغريب انني ومع كثرة دخولي إلي عالم الشات وجدت نفسي اتكلم مع رجال وبنات لا اعرفهم وكان غرضي في البداية التسلية واحيانا الانتقام.. إلي ان وجدت نفسي دون ان أدري كيف حدث ذلك او متي بدأ.. المهم وجدت نفسي علي علاقة بشاب يصغرني بسنتين.. نعم هي علاقة غريبة ليست حبا انما نوع من الإدمان الذي لا استطتيع التخلص منه. يحكي لي وأحكي له وجدت معه العوض عن زوجي الذي كنت اشعر ناحيته بحالة من القرف وانا اكتشف كذبه وزيفه وخداعه فأصبحت لا اصدق كلامه حتي كلمة احبك لو قالها لي سمعتها وكأنها "شتيمة".. المهم بدأ هذا الشاب يطلب مقابلتي ويلح وأنا أرفض فبدأ يغيب عني أياما كنوع من العقاب وبصراحة كنت اشعر بفراغ شديد وحالة من الملل. فجاة جاءني زوجي واعترف لي بأنه كان علي علاقة ببنات لم يرهن يوماً وانه كان يتحدث معهن فقط للتسلية وأقسم أنه لم يخني ولا ينوي ذلك ابداً وطلب مني ان أسامحه ونبدأ من جديد.. لا اعلم ان كان شعر بشيء أو شاهد إحدي محادثاتي مع الشاب الآخر أم انه اصابته صحوة ضمير. مشكلتي الآن انني لا اعرف كيف اثق به علما بأنني قطعت صلتي بالشاب منذ فترة عندما تأكدت انه غير بريء الهدف وانه كان يتعامل معي كامرأة خائنة سهلة من الممكن ان تستجيب له.. وللأمانة راقبت زوجي أياماً فوجدته فعلا لا يكلم أحدا بل وتوقف عن الجلوس أمام الكمبيوتر.. فكيف أسامح نفسي علي ما فعلت وكيف أعود لأيامي الأولي مع زوجي وقت ان كان هو كل حياتي؟ إلي هنا توقف كلام هذه الزوجة الشابة وجاء دوري للكلام فوجدت بداخلي رغبة قوية في تعنيفها لكن حاولت ما استطعت ضبط أعصابي والسيطرة علي انفعالاتي وغضبي وبدأت ارتب افكاري وقلت لها: أخطأ زوجك لا شك في ذلك ولا يملك أحد الدفاع عنه مهما أوتي من حجة لكنك -للأسف- واجهت الخطأ بخطأ اشد واكبر منه واعمتك رغبتك في الانتقام فتخبطي شمالاً ويميناً وكان لديك حلول واقعية تأخذين بها حقك ولا تسيئن إلي نفسك مثل ان تواجهي زوجك بما اكتشفته عنه أو الغضب وترك منزل الزوجية أو حتي طلب الطلاق.. لكن ان تواجهي الخيانة بخيانة ومهما قدمت من مبرارات ما فعلته مرفوض تماما. لقد تجاوزت كل الحدود وقاتل الله العناد الذي كاد يضيعك تماما لولا ان ظهر شاب الانترنت علي حقيقته وكشف عن نواياه الخبيثة ولا ادري كيف فاتت عليك مع ان هدفه اللامشروع واضح لكل ذي عينين فماذا يريد شاب في مثل سنه من زوجة تشتكي من زوجها وغير سعيدة معه؟! لقد نسيت انت وزوجك النعم التي انعم الله بها عليكما بالزواج -وهو حلم الملايين - وطفل جميل كان المفروض ان يكون هو همكما الأكبر في الحياة فتسهران علي راحته بدلاً من ان ينزوي كل منكما خلف شاشة كمبيوتر ليمتع نفسه بالحرام.. عموماً ما حدث قد حدث ويجب ان يكون لكما فيه عبرة شديدة ودرس لا تمحي آثاره مهما مر عليكما من سنوات. آن أوان بداية جديدة فتنسيان الماضي بكل ما فيه ويضم كل منكما علي الآخر يحتمي به يشعر بالأمان معه يبذل اشق الجهد لإسعاد الآخر .. عليك مثلا ان تبحثي في نفسك وأمور بيتك لتعلمي لماذا مل زوجك سريعا وبدأ يبحث عن متعة إلكترونية خيالية.. وحسنا فعل هو عندما أتاك معتذراً ومعترفاً بذنبه.. فعليك استغلال الفرصة لتكفري عن ذنبك أنت أيضا والحمد لله الذي سترك ولم يفضحك أمام زوجك الذي لا أظن أنه علم عنك شيئا لأنه لو علم ما كان بينك وبين هذا الشاب لما جاء رد فعله بهذا الهدوء الشديد. واخيراً اجد انه عليك ايضا الا تنسي نفسك وبعد رعايتك لطفلك وبيتك وزوجك فلابد ان يكون لك حياة تشغلك عن الفراغ لتبتعدي بنفسك عن همس الشياطين وقانا الله جميعا شر فتنتهم.. افتحي قلبك لزوجك وضعي ثقتك فيه فهو تاب وأناب والدور عليك الآن.. مع تمنياتي لكما بالاستقرار وحياة جديدة سعيدة.