أمام المرأة ثلاثة طرق لتحقق الثروة والحياة التي تتمناها فإما ان تتزوج رجلا ثريا واما ان تحقق ذاتها بالدراسة والعلم وامتهان الفن ودخول عالم السينما والاعلانات أو الانحراف والسير في طريق الخطيئة وتجارة المخدرات هناك من تختار الطريق الصعب وهناك من تختار الطريق الأسهل.. بالتاكيد هذا الطريق هو طريق الانحراف. اختارت "عايدة" التي ولدت لأسرة فقيرة معدمة تفتقد أبسط قواعد الحياة أن تغير واقعها بيدها لكنها ولدت بلا أية موهبة أو جمال يساعدها علي الدخول من بوابة الفن أو في أسوأ الأحوال العمل كموديل في احدي الكليبات أو حتي الاعلانات. انطلاقة من منطقة الدراسات بالمنصورة قررت "عايدة" ان تنطلق في عالم الجريمة حتي أصبحت بعد فترة وجيزة مسجل في دفاتر الشرطة بقسم أول المنصورة "جنائي". لم تكن عايدة فتاه في سن العشرين كأي فتاة بل كانت أقرب إلي الرجال في جرأتها وقسوتها واستعدادها للمغامرة من أجل المال.. رأت ان تهريب وتوزيع المخدرات هو أقصر الطرق إلي الثراء الذي عليها ان تسلكه لتحقيق أحلامها وهكذا بدأت. احترفت مهنة يخشاها تقريباً كل الرجال الا أولئك الذين يصنفون علي أنهم مجرمون فقررت ان تصبح مجرمة واختارت تخصصاً مرعباً وهو توزيع الحشيش والهيروين علي الحشاشين والشمامين. انتشرت عايدة وذاع صيتها في أرجاء المنصورة بل في محافظة الدقهلية كلها.. ووصلت الأنباء إلي اللواء مصطفي باز مساعد وزير الداخلية مدير أمن الدقهلية ان هناك من تقوم بتوزيع المخدرات علنا وسرا وأنها فتاة في العقد الثالث من عمرها تقود عصابة لترويج المخدرات بكل جرأة ودون مواربة. تحريات العميد عبدالقادر النوري رئيس مكافحة المخدرات بالدقهلية أكدت ان "عايدة" هي فتاة مسجلة جنائي من منطقة قسم أول المنصورة تخصصت في توزيع الهيروين وانها مشهورة تماماً بين الشمامين في المنطقة.. حيث انها توفر لهم احتياجاتهم من أنواع المخدرات. قاد العميد عبدالقادر فريقاً ضم العقيد عبدالوهاب الراعي والعقيد أشرف الشرقاوي والمقدم طارق عابدين فريق بحث لضبط "عايدة" تاجرة الهيروين.. وما هي إلا ساعات قليلة وتمكن رجال مباحث المخدراتر بالمنصورة من ضبط المتهمة وبعضا من المتعاملين معها وكمية كبيرة من المخدرات المتنوعة التي كانت تقوم بتوزيعها بين عملائها من أصحاب المزاج ومدمني الصنف. أمر مدير أمن الدقهلية بتمويل محضر الضبط والمتهمة والمضبوطات بعد اعترافها إلي النيابة التي باشرت التحقيق وفي نهايته أمرت بحبسها 4 أيام علي ذمة التحقيق جددها قاضي المعارضات 15 يوماً لتجد "عايدة" نفسها خلف القضبان.. وان طريق الثراء الذي سارت فيه ما هو الا سراب قادها إلي نهايتها المظلمة خلف القضبان تعاني قسوة أيامها وبرودة لياليها بين جدران زنزانة ضيقة تقضي فيها زهرة شبابها وأحلي أيام عمرها..وتكتشف ان الشيطان الذي أغراها بهذا الطريق ضيع مستقبلها.