ہ سخرية القدر هي التي أوصلت مصر إلي هذه الحالة التي وصلت فيها الأخلاق إلي هذا الحد وأصبحت فيها قنوات التليفزيون تروج لسلوكيات وألفاظ ومعان وايماءات كان يرفضها الناس في الشوارع والحواري. ہ عندما يصل حد السخرية إلي هذا المستوي الذي نشاهده الآن فلا يمكن وصفه إلا بالانحطاط الأخلاقي الذي يسود في بعض الأمم في لحظات انهيارها وضعفها ومصر خارجة لتوها من ثورة ولن تنهار ولن تضعف. ہ إذا كان الشعب المصري هو مصدر الأدب الساخر والفن الساخر والنكت الساخرة علي مر تاريخه فإنه لن يصدر السخرية غير اللائقة وإن كان يضحك عليها اليوم فمن المؤكد أنه سيرفضها غداً. ہ لا أقول ذلك للهجوم علي برنامج باسم يوسف الساخر ولكن فقط لأنصحه إذا كان يفكر في الاستمرار في نجاحه أن يعيد ترتيب أفكاره ولا يجري وراء اغراء نجاح اللحظة ولا يندفع وراء تعبيرات مهينة وتحمل ايماءات خارجة غير مؤدبة.. أتمني أن يستثمر نجاحه في تحويل برنامجه إلي برنامج ساخر مفيد يستغل التناقضات. وما أكثرها في المجتمع المصري لتثبيت قيم أخلاقية ونقد سلوكيات سلبية.. لديه في مصر ذخيرة لاتنتهي من السخرية التي تصنع أفعالاً إيجابية فقط عليه أن يفكر مع فريق عمله علي تقديمها بأسلوب مهذب ومحترم يحبه الناس لأنه يعبر عن مرارتهم وهمومهم وليس لأنه أراجوز يتحدث بايماءات خارجة. ہ لا يهمني أن ينتقد باسم يوسف قرارات رئيس الحكومة أو رئيس الدولة ولا أي شخصية مهما كانت ولكن في حدود أخلاقية لا يستلزم معها أن يقول انها للكبار فقط ويطلب من الأطفال أن تنام.. فهو علي شاشة تليفزيون وليس في غرفة نوم أو ملهي ليلي. ہ باسم يوسف يمكنه أن يستمر في نجاحه وأن يحقق نفس الكم من الإعلانات إذا وجه سخريته إلي قضايا المجتمع وهموم ومشاكل الناس وتناقضات الشارع وسلوكياته لكن بعيداً عن وقاحة اللفظ وفظاظة الايماءات والايحاءات غير اللائقة التي يبني عليها تعبيراته.