بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الرابع والثلاثون جحا الثورة..باسم يوسف نصر الدین جحا شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة،أختلف الرواة والمؤرخون في شخصيته،فصوره البعض كمجنون أو أبله،وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة،فهل لك شعب أو ثورة فيلسوف أو أبله؟!!وهل باسم يوسف _أراجوز مصر الأول الآن_ هو هذا الشخص؟ باسم رأفت محمد يوسف مواليد 1974 طبيب مصري يقدم برنامج يحاكى فيه نظيره الامريكى الذي يقدمه الاعلامى جون ستيوارت على قناة سى بى سى ،سافر للعمل بامريكا لمدة سنتين ونصف في أحد شركات الأجهزة الطبية التي تطور تكنولوجيا زراعة القلب والرئة،وقضى بعد ذلك في ألمانيا مدة للتدريب على جراحات زراعة القلب،وفى عام 2005 حصل على رخصة مزاولة المهنة بالولايات المتحدة 2005 وزمالة كلية الجراحين البريطانية عام 2006،أين كان باسم يوسف قبل الثورة أم انه ولد بعدها فقط على اليوتيوب؟ومن الذي أطلق عليه لقب إعلامي؟وما هي مقاييس مهنة الإعلامي في مصر؟!!! بدأ باسم يوسف تقديم البرامج السياسية الساخرة عن طريق الانترنت بعد الثورة من خلال برنامج يحمل اسمه وبدأ عرضه على موقع اليوتيوب لعد شهر من تنحى مبارك وتحديدا يوم 8 مارس 2011،لتلتقطه الفضائيات بل وتستخدمه لتحقيق أهدافها والتي لا تخفى على احد،وتحوله إلى جحا جديد يسخر ولا ينقد رموز الثورة رغم إنها من جعلته نجما يلتف حوله المراهقين،لدرجة إعلانه بان برنامجه «للكبار فقط» قائلاً:"إحنا بنحترم أذواق كل الناس،بنحط التحذير وممكن تكون كلمات غير لائقة،ألفاظ غير لائقة،ممكن الهزار بتاعنا يكون تقيل شوية، فبنقول للناس إنك بتشاهد البرنامج على مسؤوليتك". ورغم كل ما يقال عن مبارك وأسرته إلا أن باسم باشا يوسف وابنته نادية لم يقتربا منه،وكان الأولى أن يتناولا التقرير الذى نشرت صحيفة الغارديان البريطانية،حيث أشارت الى: إنه وبعد ثلاثين عاماً في موقع الرئاسة وأكثر من 60 عاماً في الخدمة العسكرية، كان للرئيس مبارك صلاحيات واسعة في ما يتعلق بعقود الاستثمار التي تدر على البلاد أرباحاً بملايين الجنيهات المصرية،ومعظم هذه الأموال كانت ترسل إلى خارج مصر،وتودع في حسابات بنكية سرية،ويتم استثمارها لاحقاً في شراء بيوت وفنادق راقية. ووفقاً لتقرير إخباري نشر في صحيفة عربية،لم تفصح الغارديان عن جنسيتها، فإن لمبارك أملاكاً في مانهاتن وبيفيرلي هيلز،كما وصفت الصحيفة جمال وعلاء مبارك_ابنا الرئيس المصري_بأنهما من أصحاب المليارات. أنت فين يا عم جحا من هذه الحقائق؟!! لقد فضحت ثورة مصر فساد الإعلام والسبب هو التحول المقزز في موقف الإعلام المصري الرسمي وشبه الرسمي من ثورة الشباب و مبارك،حبث كان مبارك حتى أسابيع قليلة مضت رمزاً للشرعية والمبادئ والشرف والنزاهة والصدق والشفافية والحرية والديمقراطية والسلام بالنسبة للإعلام المصري،لم يكن يجرؤ إعلامي على عرض وجهة نظر مغايرة، ولكن فجأة وما أن سقط مبارك حتى فوجئنا بأن نفس الإعلاميين التي لم يكتفوا بعرض وجهة نظر النظام،وإنما كرسوا أنفسهم لتملق الرئيس السابق وأسرته ينقلبون على الرجل في واحدة من أكبر فضائح الإعلام المصري عبر تاريخه،وبعد وصول التيار الإسلامي لصدارة الحكم،عاد نفس الإعلام إلى الخلف،متغاضياً على فساد النظام السابق،مركزا فقط علي أي هفوة للنظام الحالي،متناسيا انه في البدايات ودائما البدايات تكون صعبة. قليلون هم من تمسكوا بمواقفهم من الرئيس السابق ولعلي أذكر منهم نقيب الصحفيين. وعلى الرغم من عدم اتفاقي معه في موقفه من النظام إلا أن ثبات الرجل على موقفه من مبارك بعد رحيله يستحق الاحترام والتقدير،فالثبات على المبادئ يعد من أهم الصفات التي يتوجب توافرها في الإعلامي لأن هذا يمنح المتلقي ثقة كبيرة في مضمون الرسالة الإعلامية،وليت كل الإعلاميين الذين أيدوا مبارك طويلاً صدقاً أو كذباً ثبتوا على مواقفهم منه،ولو أنهم فعلوا لاكتسبوا الاحترام حتى وإن كانوا يسيرون عكس التيار. الثورة تريد إعلاماً حراً وإعلاميين متخصصين لا يكذبون ولا يجاملون ولا يتملقون ولا يخدعون من أجل البقاء في مناصبهم،فمن تملق نظاما بالأمس سيتملق النظام الجديد في الغد، ومن خدع الشعب في عصر سيخدع الشعب من جديد في أي عصر قادم. إلى اللقاء في المقال الخامس والثلاثون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن