استمر القتال في أنحاء سوريا بما في ذلك قتال علي مسافة أميال قليلة من المكان الذي كشف فيه الرئيس بشار الأسد عن "خطة سلام" قال سوريون مؤيدون ومعارضون إنها لن تؤدي إلي إنهاء الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهرا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات اندلعت قرب الطريق المؤدي إلي المطار الدولي بالمدينة بعد ساعات من الخطاب الذي ألقاه الأسد أمام أنصاره في دار الأوبرا بدمشق وهو أول خطاب علني له منذ أشهر. ذكر أبو فيصل وهو نشط تحدث عبر الإنترنت من بلدة طيبة الإمام في حماة إن بلدتي حلفايا وطيبة الإمام وسط سوريا تعرضتا للقصف الجوي والمدفعي. قال: كل أربع أو خمس دقائق نسمع انفجار صاروخ. لا نستطيع إخراج أي مصابين لأننا محاصرون أساسا بسبب القصف مضيفا أن الكثير من المدنيين لاذوا بالفرار. وتقع بلدة طيبة الإمام عند مدخل للطريق الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب في سوريا قرب مدينة حماة وسط البلاد. وتفرض الحكومة قيودا علي دخول وسائل الإعلام الدولية ومن ثم لا يتسني التحقق من التقارير الواردة من سوريا. قال سكان في دمشق إن الخطاب الذي لم يقدم فيه الأسد أي تنازلات لمعارضيه قوبل بإطلاق نار احتفالي في الأحياء المؤيدة للرئيس. لكن حتي في هذه الأحياء لا يري البعض أي علامات علي قرب تحقق السلام. قالت علياء وهي من سكان جنوبدمشق وتؤيد الأسد إن الخطاب كان بليغا لكنه خال من المضمون. وأضافت "أتفق مع الأفكار لكن الكلمات هي بالفعل مجرد كلمات إلي أن يتخد بعض الإجراءات. يتعين عليه فعل شيء. لكن حتي إذا فعل ذلك فكل شيء يقترحه الآن فات أوانه والمعارضون لن يتوقفوا". وفي حي المزة الراقي والذي شهد عدة هجمات تفجيرية قال معارض للأسد إن الناس لديهم شواغل أهم من الاستماع لخطاب تلفزيوني. فهم يهتمون بالغذاء والكهرباء. قال آخر إن أشخاصا قليلين تابعوا الخطاب وإن حملة الأسد القمعية لن تتوقف. وأضاف "العمليات العسكرية ستستمر بكامل طاقتها وسيبقي الأسد". قالت فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وتركيا إن خطاب الأسد الأول له علي الملاء منذ يونيو الماضي أظهر أنه فقد إحساسه بالواقع بعد الاضطرابات التي تقول الاممالمتحدة إنها أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص. واتهم رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان الرئيس السوري بإدارة إرهاب دولة. وتضمنت الخطة التي وصفها الأسد بأنها مبادرة سلام جديدة اقتراحا بأن يوقف الجيش إطلاق النار شريطة أن توقف المعارضة عملياتها أولا ودعا السوريين إلي حراك وطني من أجل حرب للدفاع عن الوطن ضد ما وصفها بأنها "دمي رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص أدوارها". ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي دعا إلي عقد اجتماع خاص للحكومة لوضع الآليات اللازمة للبرنامج الوطني الذي أعلنه السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته أمس لحل الأزمة في سوريا. قال جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض ان خطة السلام المفترضة "لا تستحق أن تسمي مبادرة". قال لرويترز "لا يوجد شيء له قيمة في هذا الخطاب. هو فقط تكرار ممل للأفكار والطروحات السابقة ولا تستحق أن تسمي مبادرة. هذا إعلان استمرار الحرب ضد الشعب السوري". ورفضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وتركيا الخطاب وانضمت إليهما فرنسا. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "إن خطاب بشار الأسد لهو دليل آخر علي مدي انفصاله عن الواقع لتبرير قمعه للشعب السوري". ودافعت إيران الحليف الأساسي للأسد عن خطابه وقالت إنه يعرض "عملية سياسية شاملة" لإنهاء الصراع. قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في بيان "هذه الخطة ترفض العنف والإرهاب وأي تدخل خارجي" في سوريا. ولم يصدر رد فوري عن موسكو التي عملت كحامية أساسية للأسد علي الساحة الدبلوماسية. ويقع يوما الأحد والاثنين ضمن عطلة عيد الميلاد عند الأرثوذكس حيث تكون المقار الحكومية في روسيا هادئة بالأساس. وعرض التلفزيون السوري الحكومي لقطات لمواكب سيارات في الشوارع الرئيسية في دمشق. ولوح أناس بالعلم السوري من نوافذ سياراتهم وتحدي البعض البرد والمطر ليسير إلي جانب المواكب. قال رجل يرتدي سترة مموهة للتلفزيون الحكومي إن خطاب الأسد كان خطاب منتصر يحترم الجنود السوريين "الشهداء" مضيفا أن السترة العسكرية التي يرتديها تخص شقيقه الذي لقي حتفه في القتال مع المعارضة. وبعد ستة أشهر من التقدم يسيطر المعارضون الآن علي مساحات واسعة من شمال سوريا وشرقها وعلي أغلب معابرها الحدودية مع تركيا وعدة ضواح تشكل قوسا علي أطراف دمشق. لكن وجود قوات الأسد لا يزال راسخا في العاصمة كما تسيطر علي اغلب مناطق جنوب غرب البلاد المكتظة بالسكان وساحل البحر المتوسط والطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وقواعد عسكرية في أنحاء البلاد. ويمكن لطائراته الهليكوبتر والمقاتلة ضرب المناطق التي يسيطر عليها المعارضون. وصارت الحرب الأهلية السورية الآن أطول وأعنف الصراعات الناجمة عن الانتفاضات التي اجتاحت عددا من الدول العربية في العامين الماضيين. ويهدد الصراع السوري بالانتشار في المنطقة. وأبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حكومته يوم الأحد بأن إسرائيل ستعزز سياجها المقام علي طول خط الهدنة في مرتفعات الجولان لمنع دخول الجهاديين الذين قال إنهم طردوا قوات الأسد من الجانب السوري